ترد تصريحات مثيرة للانتباه من روسيا حول تفاصيل العملية التي أطلقتها الولايات المتحدة بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي في الرقة. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لاحظت تحركات ملفتة في الرقة مطلع الشهر الحالي، وأعلن أن حزب الاتحاد الديمقراطي عقد اتفاقًا مع تنظيم داعش بفتح ممر يتيح للأخير الانسحاب من الرقة إلى تدمر.
عقب هذا التصريح الهام، أدلى الجنرال سيرغي سوروفيكين قائد القوات الروسية في سوريا، قبل يومين، بتصريح متمم لما قاله لافروف.
قال سوروفيكين إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، التي يشكل حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات الحماية الشعب عمودها الفقري، يعقد اتفاقًا (للانسحاب من الرقة دون قتال) مع تنظيم داعش المسؤول عن مقتل آلاف المدنيين في سوريا، عوضًا عن القضاء عليه. وبموجب هذا الاتفاق ينسحب مقاتلو داعش من مناطق سيطرتهم إلى مناطق أخرى.
وأضاف أن بعض وسائل الإعلام توهم العالم بإيراد أخبار عن وقوع قتال عنيف مع داعش في الرقة.
ما تلاحظه روسيا بشأن عملية الرقة تؤكده الاستخبارات التركية أيضًا. فحقيقة الأمر أن الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية تلعبان لعبة مشتركة لخداع العالم، أكثر مما تقومان بعملية عسكرية في الرقة.
هناك حقيقة لا تقبل النقاش وهي أن هذين التنظيمين (حزب الاتحاد الديمقراطي وداعش)، اللذين ظهرا بعد اندلاع الحرب السورية، هما مطيتان تستخدمهما دول التحالف الغربي بزعامة الولايات المتحدة. وعن طريق هذين التنظيمين تقوم القوى العظمى بإعادة تشكيل سوريا. وتأسيس التنظيمين في الفترة نفسها يشير إلى ماضي الحسابات الغربية بشأن الشرق الأوسط.
لا شيء يحدث في الشرق الأوسط بلا تخطيط أو بالصدفة. كل تطور يحدث، له مخطط سابق طويل الأمد، ومرحلة إعداد وأهداف.
حرب داعش- حزب الاتحاد الديمقراطي، التي بدأت قبل ثلاث سنوات في كوباني كانت نقطة انطلاق من أجل إكساب حزب الاتحاد مشروعية في العالم، والتضييق على تركيا من الداخل. كما أنها كانت “التمهيد للحزام الكردي” شمال سوريا.
أما “تطهيرالرقة من داعش” فهي المرحلة الثانية من عملية أطلقتها الولايات المتحدة بهدف تحويل حزب الاتحاد الديمقراطي إلى قوة عسكرية سياسية في المنطقة. وفي المرحلة الثالثة ستقدم واشنطن حزب الاتحاد الديمقراطي لتركيا على أنه “بارزاني شمال سوريا”.
غيرت الولايات المتحدة وقوات التحالف الغربي تقريبًا كل البنية العرقية والديمغرافية للمنطقة، باستخدام تنظيم داعش. ووقفت دول المنطقة موقف المتعاون أو المتفرج إزاء هذه العملية، وكانت تركيا الدولة الوحيدة التي اعترضت على هذا المخطط.
ولهذا فإن جميع السهام موجهة إلى أردوغان، الذي نقل تركيا إلى هذا الموقع. وعلى عكس ما هو معتقد فإن جماعة “غولن” ليست الدولة الموازية الوحيدة، فهناك كيانات موازية أخرى وهي في غاية الحركة والنشاط.
ترك برس