لا تستحق مدينة كيليس الوضع الذي آلت إليه الآن بعدما احتضنت من اللاجئين السوريين عددا أكبر من عدد سكانها، كيليس المرشحة للحصول على جائزة نوبل في الإنسانية.
هذه المدينة تستهدف منذ أسابيع من تنظيم داعش بصواريخ الكاتيوشا، وحتى الآن أصاب 78 صاروخا 21 مدنيا، وبعد هذه الهجمات أصبح السوريون المقيمون في المدينة يشعرون بالخوف، حتى أن بعض المدارس أغلقت أبوابها وهاجرت بعض العوائل إلى مكان آمن، ونفذ صبر سكان المدينة من هذا الوضع وبعثوا برسالة إلى أنقرة مفادها “أنهوا هذا الوضع الذي لايطاق فورا”.
ما الحل؟
الحكومة تعي جيدا جدية الموضوع، وقد كتبنا من قبل عن أهداف تنظيم داعش وهي إعلان الحرب على تركيا واستهداف المناطق الحدودية مع سورية وقصفها، وبالمقابل ترد تركيا على هذه الهجمات باستخدام المدفعية المتمركزة على بعد 40 كيلومتر، ووفقا للتصريحات الرسمية فإن هذا الرد أوقع خسائر كبيرة في صفوف داعش، حتى أن صواريخ الكاتيوشا المطلقة من المدفعية ليس لديها أي قدرة تدميرية جيدة.
فعلت تركيا إلى الآن أمرا آخر وهو أنها فعلت سلاح الجو التركي ووضعته تحت إمرة قيادة التحالف الأمريكي، ومع كل الضربات والأضرار الملحقة بتنظيم داعش إلا أنه لم يوقف الهجمات ضد كيليس.
ماذا يمكن فعله؟
ينبغي اتخاذ تدابير وإجراءات أكثر تأثيرا ضد هذه الهجمات الممنهجة، وتعلم أنقرة ما يجب فعله، لكن مع الأسف توجد عوامل تقيدها.
فعلى سبيل المثال لايستطيع سلاح الجو التركي الدخول إلى ساحة جو شمال سوريا الذي تسيطر عليه روسيا وبدء عملياته ضد داعش وبالتالي فتركيا لا تستطيع تخطي ما بعد الحدود برا والوصول إلى مواقع تنظيم داعش، إضافة إلى أن القوات المسلحة التركية لا تملك منظومة دفاعية قادرة على تدمير صواريخ الكاتيوشا في الهواء وتركيا في هذا الموضوع تعمل على دعم الناتو لها.
والواقع أن ضربات تركيا لداعش محدودة لصعوبة تخطي الحدود بسبب الخصام بينها وبين روسيا حول حادثة إسقاط الطائرة الروسية، ولكن لا تستطيع أنقرة الوقوف مكتوفة اليدين، وحسب تصريحات أردوغان الأخيرة فإنه إذا تطلب الأمر سوف تتخذ تركيا إجراءات لوحدها وكيفية ذلك تظل محل تساؤل.
ترك برس