الثورة حولت حياة أغلب الشباب وخصوصا الطلاب في سوريا الذين لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى مدارسهم، فالثورة غيرت معالم معظم المناطق السورية ومعها انقلبت حياة الشباب والطلاب.
امتنع أغلب شباب سوريا عن الدراسة ليلتحقوا في صفوف الثوار والمشاركة في المظاهرات السلمية، وبعد أشهر على انطلاق الثورة منهم من تحول إلى صحافي ميداني متسلحاً بكاميرا ترافقه لينقل تظاهرات الثورة السلمية إلى العالم مخاطراً بحياته وبعضهم اصبح مسعفا وأخرين مقاتلين على الجبهات.
يقول الشاب الذي أصبح مصوراً إن الكاميرا أخافت رؤوس النظام أكثر من السلاح، وعندما بدأت الثورة كنا نصور بالهواتف النقالة، ومع الوقت تطورنا وأصبحت لدينا كاميرات وبعد أن تحررت بعض المناطق قمنا بالتواصل مع قنوات فضائية، وبدأنا بإرسال مقاطع الفيديو عبر الانترنت، كنا نعرض حياتنا للخطر إلا أن مهمتي إنسانية تنقل الواقع السوري، وتوثق جرائم النظام.
ويقول الطالب المسعف أنه عندما بدأت في هذا الطريق لم يكن لدي أدنى فكرة عن كيفية العمل كمتطوع ولكن المشاهد التي بدأت أتعرض لها أجبرتني بأن أكون مسعف حين رأيت الأطفال والنساء والشباب ممن كانوا يموتون تحت ركام منازلهم جراء القصف من الطائرات او الصواريخ، ومع إنطلاق الثورة لم يكن بوسعنا إسعاف الجرحى إلى خارج المناطق المحررة خوفا من قوات النظام وأغلبهم كانوا يموتون بسبب النزيف لضعف الامكانيات في المشافي الميدانية، التي كانت تفتقر لأغلب الأدوية والأجهزة الطبية الاسعافية.
أما الطالب فتحول إلى ثائر والتحق في صفوف الفصائل والتشكيلات العسكرية ليقاتل ضد النظام دفاعا عن الأرض والعرض بعد أن رأى إجرام النظام في التعامل مع المظاهرات السلمية و طريقة التعامل مع الأهالي أثناء اقتحام المدن لاعتقال الناشطيين. فهم الآن يفترشون التراب ويلتحفون السماء يرابطون على الجبهات المشتعلة تحت الضربات المدفعية وقصف الطائرات الممنهج من قوات النظام والحليف الروسي، تاركا خلفه ذويه ولا يعلم متى يعود لبيته ولغرفته وكتبه.
“الثورة السورية” هي انتفاضة شعبية وليست حرب طائفية انطلقت يوم الثلاثاء 15 آذار عام 2011 ضد القمع والفساد بدأت الثورة السورية بحركة عفوية من أطفال لم يعرفوا حدود المواطن العربي، بدأت المشكلة حين أمر مسؤول أمن محافظة درعا باعتقال تسعة أطفال من عشيرة الأبايزيد، بسبب كتابتهم على جدران مدرستهم «الشعب يريد إسقاط النظام».
خالد حسن – المركز الصحفي السوري