فيما كان الزعماء العرب مجتمعون في شرم الشيخ في مصر كانت قوات المعارضة السورية المسلحة تحكم سيطرتها الكاملة على كامل أحياء مدينة إدلب بما فيها المربع الأمني ومبنى المحافظة وسط المدينة.
انطلقت “معركة إدلب في 24 من مارس/آذار الجاري” التي أطلقها “جيش الفتح” الذي شُكل حديثاً مع بدء العملية العسكرية للسيطرة على المدينة، بدأ الهجوم من محورين الشمالي الذي تولته جبهة النصرة ومن المحور الشرقي الذي تولته حركة أحرار الشام الإسلامية، التقدم كان سريعاً، وبدا أن قوات الأسد بدأت تتقهقر تحت ضربات “جيش الفتح”، مما دفعها للفرار من المدينة بشكل تدريجي، ومن بقي في المدينة لقي حتفه بفعل الاشتباكات داخل المدينة، استمرت المعارك أربعة أيام، وفي صبيحة اليوم الخامس كانت قوات المعارضة قد بدأت عملية تمشيط واسعة لأحياء المدينة انتهت بإتمام السيطرة على كامل أحياء المدينة وذلك صباح اليوم 28 مارس/آذار .
قامت قوات المعارضة بإجلاء عائلات المدنيين أثناء تقدمها إلى وسط المدينة، كما لوحظ التنسيق العالي بين الفصائل المشاركة في المعركة و الذي أدى بدوره إلى تحرير المدينة خلال خمسة أيام من المعارك الشرسة حول وداخل المدينة، بالمقابل لوحظ انهيار سريع لقوات النظام و تراجعها إلى حواجز معسكر المسطومة الواقع في الخاصرة الجنوبية الغربية للمدينة، كما حاصرت قوات المعارضة قريتي الفوعة وكفريا وقطعت الطريق منهما باتجاه مدينة إدلب.
و ضمن هذا السياق ذكر الإعلام الرسمي السوري أن وحدات “الجيش العربي السوري” نفذت عملية تجميع لقواتها في الجهة الجنوبية للمدينة لصد آلاف الإرهابيين القادمين من تركيا، كما توعد بإيقاع الهزيمة بهؤلاء “الإرهابيين” الذين تدفقوا عبر الحدود التركية المفتوحة على مصراعيها، حيث ذكرت أن أعداد “الإرهابيين” الذين ستواجههم يصل إلى عشرين ألف “إرهابي” قدموا “حسب تعبيرهم” من كافة أصقاع الأرض.
كانت ردة فعل الشارع السوري مندهشة للانتصار السريع الذي تحقق في الشمال على أيدي قوات المعارضة، حيث صدحت التكبيرات في المساجد في كامل أرجاء محافظ إدلب، كما خرجت مظاهرات في مدينة حلب وريفها ابتهاجاً بالنصر الذي تحقق في معركة إدلب.
لسان حال الشارع السوري الآن يقول: “ماذا بعد إدلب؟” إلى أين ستتوجه البوصلة من أجل إتمام السيطرة على الشمال و إضعاف النظام، هل ستكون الوجهة إلى حلب الشهباء أم إلى حماة التي تعتير من الناحية الاستراتيجية هي الأهم كونها تتوسط البلاد وفيها المطار العسكري الذي تنطلق منه هجمات النظام الجوية على المناطق الشمالية، يريدون أن لا تطول المدة للانتقال إلى معقل النظام الرئيسي في العاصمة دمشق التي ينشد السوريون أن تكون معركتها حاسمة وقريبة بعد فشل كل الجهود الدولية والعربية لإيقاف جرائم النظام بحق الشعب السوري.
المركز الصحفي السوري- عاصم الصالح