في مبادرة فريدة من نوعها وفي إطار احتفالات جائزة مدينة بايو الفرنسية لمراسلي الحرب، افتتح باتريك غومون رئيس بلدية بايو، والمصور الصحافي لوران فان دير ستوك، معرضاً نادراً داخل كاتدرائية مدينة بايو لصور تقدم معاناة السوريين وحمل عنوان “٢٠٠٠٠٠ سوري”. ويقول المصور لوران فان دير ستوك، الذي نال العام الماضي عددا من الجوائز العالمية حول عمله في سورية:” إنه كان يبحث عن مكان “مميز وخاص” في مدينة بايو ليقدم عددا من صوره التي توثق المأساة السورية، واقترح على رئيس البلدية من باب المزاح الكاتدرائية الشهيرة، مقتنعاً أن ذلك سيكون من المستحيل، فقد يواجه معارضة مسؤولي الكنيسة ومشاكل تقنية إن وافقوا على المبدأ. وللمفاجأة وافق رئيس بلدية بايو ومسؤولو الكاتدرائية، وأخذوا يفكرون بالطريقة المثلى لتقديم الصور في مبنى عمره فوق الألف سنة (تم تدشين الكاتدرائية عام ١٠٧٧). تنفيذ العمل كان صعباً للغاية لاستحالة إمكانية استخدام مواد التلصيق أو استعمال المسامير على جدران الكنيسة الأثرية، لكن إصرار لوران فان دير ستكو وخبرة طاقم العمل الذي رافقه في تنفيذ مشروعه سمحا بعرض الصور المطبوعة على ورق وملصقة على الكرتون المقوى دون الإضرار بالمكان. وافتتح المعرض فان دير ستوك مع صديقه ومرافقه السوري سامي، كما ألقى كلمة الأب لوران برتو المسؤول عن الكنيسة قال فيها إنه كان قد قام في الماضي بعدة زيارات إلى سورية، وأنه يشعر بمعاناة السوريين وقارنها بمعاناة السيد المسيح، وأن على الكنيسة من وجهة نظره الانفتاح على الآخرين وعلى ما يجري في العالم، وأن تتحول إلى معرض صور لهذا الغرض. وتقع مدينة بايو في منطقة النورماندي، وهي من أول المدن التي تم تحريرها على أيدي قوات الحلفاء عام ١٩٤٤ من ٧٠ سنة خلال الحرب العالمية الثانية، وتنظم المدينة منذ ٢١ سنة مهرجانا سنويا اسمه “جائزة بايو كالفادوس لمراسلي الحرب”، يكافئ أفضل صور وتحقيقات مكتوبة أو تلفزيونية أو إذاعية حول الحروب في العالم. المصدر: العربية