لم يعقد مؤتمر لندن من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية أبداً، وإنما عقد هذا المؤتمر من أجل صرف أنظار العالم كله عن الإنتهاكات التي يمارسها الأسد بحق شعبه، والتخلي خطوة خطوة عن مسألة المضي في إسقاطه.
حيث صرح الكاتب الصحفي “عوض سليمان” قائلاً: “كان على المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن يكون أكثر صراحة عندما قال: “إننا نقف مع العرب والمسلمين ضد بربرية تنظيم الدولة”. وكان عليه أن يقول: “إن الغرب يقف مع بشار الأسد في تدمير سوريا ومقدراتها وتهجير شعبها المسلم، لصالح إيران والصهيونية”.
كما أفاد “السليمان”، في مقال له حمل عنوان “مؤتمر دولي للتهرب من مواجهة الأسد”: “أن أكثر من عشرين دولة أوروبية وعربية اجتمعت الخميس الماضي في لندن لبحث الطرق الكفيلة بالقضاء على تنظيم “الدولة”، بعد أن تركت بشار الأسد ليقتل مئات الآلاف من السوريين، وبعد أن قامت الولايات المتحدة بإطلاق يده في سوريا يفعل كيف يشاء مقابل تسليم السلاح الكيماوي، بل ومنعت دولًا بعينها من القيام بأي عمل عسكري ضده لإيقاف سيل دماء المسلمين السنة في سوريا”.
كما أضاف “سليمان” منوهاً إلى أن إجتماع لندن لم يعقد إلا ليصب في مصلحة الأسد وحلفائه قائلاً: “استشهد أكثر من نصف مليون سوري، وهدد حسون (مفتي الأسد) بضرب أوروبا في عواصمها، وتم تهجير أكثر من سبعة ملايين بريء من بيوتهم، ومُحيت مدن من الخارطة السورية، وسمح الغرب لإيران بالدخول إلى سوريا بقواتها لتعاقب الشعب السوري على إسلامه وعلى استشهاد الحسين وسبي زينب، ولم تحرك الدول الغربية ساكنًا ولم تتحدث عن الإرهاب، ووقفت صامتة على طول الخط متآمرة مع بشار الأسد، لدرجة أنها سمحت له باستخدام السلاح الكيماوي أكثر من أربعين مرة حتى اليوم ضد المدنيين والأطفال”.