منذ زمن قررت أن أتوقف عن الكتابة والعمل الصحفي إلا ما ندر، نظرًا لظروف المحطات والمؤسسات الإعلامية المهيبة، التي بات يرأسها من هو ليس أهل لها على الأقل برأيي، فهي إما مأجورة أو ( مازلت في المهد صبيا) لا تعرف من عالم الإعلام برمته إلا أخبار الفصيل الفلاني والقائد العلتاني، ولكن ما جعلني أعود لقلمي بعد أن جف، هي نتيجة كنا نعد لها ولكنا كنا نخدر أنفسنا بأفيون( الحلم سوري) أسوة بالحلم العربي، الطنين في آذاننا الذي أصابها الصمم جعلنا لا ننصت للنصيحة والعمى في عيونا جعلنا لانرى أن التاريخ لمن يكتبه وللقوي فقط ، ولم نستفق إلا بعد فوات الأوان والمصيبة أن منا الكثيرون لم يستفيقوا بعد!!
مازال البعض يؤمنون بأن الثورة التي خرجوا من أجلها ستقوم يومًا من تحت الركام الذي قتل مئات الآلاف وشرد الملايين ومازال يمعن يومًا بيوم في دفن الثورة معهم، ولعلنا إذ نتحدث عن الأنقاض بعد كل المجريات التي حصلت نعلم أننا وحدنا بعد أن خذلنا القاسي والداني فلم يعد بإمكان التعويل على أحد بدء من مجتمع دولي يعلم ما الذي يجري ويصفق له منذ سبع سنوات، انتهاء بالذين كانوا سبب كل تلك النتائج التي نحصد تبعاتها منذ تسليم حمص وغيرها من المدن وحتى الغوطة التي كانت تئن وتموت موتا سريعًا، حسب العداد المحلي !!
قوّاد أم قادة ؟؟ !!
نشرت قناة الدنيا المؤيدة، تقريرا مصورا عن الأنفاق التي تحت الأرض وما يثير دهشتنا جميعا أن الأنفاق كانت متقنة ومحصنة، وتمثل مدنا كبيرة تحت المدن في الغوطة!!، والسؤال الذي راود الجميع, ل(القواد)أقصد قادة الفصائل أين من تكلّم وتحدث وخاطب وباعنا وطنيات وثوريات وتشدق وبح صوته بالقول أن الحصار يفرض قبضته على الغوطة بينما كان يملك شوارع ينقصها محلات تجارية وبعض الماركات المشهورة حتى تصبح مدنا جاهزة للتسوق !!؟؟ الأنفاق التي أعيت المعتقلين في سجون جيش الإسلام والتي تحمل اسم( التوبة) توبة الذي لم يفعل شيئا إلا لأنه وضع يده على كشف عورة جيش الإسلام والفصائل هناك وكل من تسبب بالمصيبة التي حلت فوق رؤوسنا جميعا، قيادات تملك ملايين الدولارت ولها حرية التنقل بين المدن حتى وصل (أحدهم ) لحضور مؤتمر قبل سنوات إلى تركيا عبر الأنفاق نفسها، بينما يجوع الناس ويتحكم بالمواد الأساسية بيعا وشراء وسعرا، والمدنيون يموتون كل يوم منذ شهور دفنا تحت الركام دون أن يكرموا بقبر يلملم أجسادهم وأرواحهم التي ذاقت الأمرين، وكلنا نلوم الخارج والعيب داخلا نخره السوس وجعل( عظامه مكاحل ..
عرب وجرب !
ماذا عن العرب والغرب وبلاد (الهنولولو)، رؤساء وحكام و سياسات عفنة دارت دواوينها ورحاها على أرض محروقة لم يترك منها شبرا دون نزيف، ماذا عن أصدقاء سورية الذين بايعوا الظالم على رقبة المظلوم وتركوا الجمل بما حمل إلا من اجتماعات و مؤتمرات لم تتمخض عنها القرارات إلا لصالح القاتل ( هابيل)!!
والغريب أننا لم نفقه لماذا استمر المجلس بمنح كرسيه ( الشريف ) والممثل الوحيد في مجلس الأمن عن سوريا حتى الآن هو متحدث القاتل هابيل الذي يشد أزره به !!
المصيبة الكبرى أننا كنا نعلم ولكنا كنا نعزي أنفسنا بآمال طويلة عريضة بأن النداءات والحملات على مواقع اجتماعية, وظهور بعض النشطاء على التلفزيون يجعلنا منتصرين وأبطال في عيون الجميع، ويجعل كل هؤلاء الأصنام كائنات بشرية تهتز وتفعل فعل الإنسان، ولم ندرك يوما أن كل تلك الوسائل حتى تزيغ أبصارنا عن أنه متجمع متآمر سبق وكرر فعلته عشرات بل ومئات المرات ولعل أزمة فلسطين التي دولها هؤلاء كي يقتلوها هي (الأخرى) أكبر مثال وها نحن نشهد كل يوم التمادي في وضع يد الكبير مع الصغير يده مع (الكبير أوي) إسرائيل.
فأين العروبة وأين الشعرات التي جفت الحلوق منها وتحتاج لجرعة ماء مسموع لتنتهي من زيفها، من يملك الآن خاتم سلميان لخرجنا من الظلمات إلى النور وينهي مأساة مازال ( الأسد سمعن فيها والكل يبارك يهنئ على خروج الإرهابيين من دولة سيادته !!
أين من يصرخ صرخة الحق مع فعل واحد يومًا ما، فلا خطوط حمراء ولا بيضاء ولا قوس قزح قد يهزهم اللهم إلا إذا كا نلون علم المثليين !! حينها سترى الوحوش الكاسرة ستنقض على من يعلن حربه على هؤلاء ولو كانت حربا كلامية .
فمن بات الآن مؤمنًا أن الثورات تقوم على الحق وتنتصر فهو واهم وهذا هو واقع الحال واقع يعيش شعبا كاملا حقيقته كل يوم وكل لحظة بين مهجر ومقتول ومعتقل. فلا تنبهر حين ترى توزيع الحلويات في دمشق على الملأ لانتصار الجيش العربي الروسي والإ]راني على أصحاب الحق ولا تتفاجأ إذا رأيت تهنئة العاهل الهمام لخروج الإرهاب مقهورا في بلا د(المعصوم العلوي الشيوعي الرافضي ) بل عليك كسوري بأخذ جرعة من دواء يبلد أحاسيسك، ويجعلك مثلهم كلهم علك تلحق ركبهم جميعا وحينها سوف ترى أنك على حق لو كنت كالحيّة الرقطاء والجميع سيقف معك موقفا لا كلاما وقد يصدر قرارا برقم (خمسين ألفا وسبع وتسعمئة وألف .. ) !! لا يهم و لو كان رقما لا وجود له، سوف يخترعونه لا تقلق، وسوف يؤيدك الكل بلا اعتراض و ينصرونك بالتأكيد ولن ترى خيانة من قبل قائد فصيل ولا رئيس ائتلاف وأعضاء حكومة و( مالم الفراش) حينها أنت بطلا همام, فحتما الخائن لا أحد من كل من سبق سوف يخذله أو يخونّه، لأن المؤامرة الكونية نفذت وانتهى الأمر .
المركز الصحفي السوري – زهرة محمد