| الشرق الأوسط
يرزح مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الموزعين على معظم المناطق اللبنانية، وخصوصا الجبلية منها والحدودية، تحت أوضاع مأساوية نتيجة العواصف الثلجية المتتالية التي تضرب لبنان وتراجع خدمات منظمات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الإجراءات المشددة التي تعتمدها السلطات المحلية بالتعاطي مع ملف اللاجئين للحد من وجودهم والضغط باتجاه عودتهم إلى سوريا.
ويعيش معظم هؤلاء اللاجئين في مخيمات عشوائية، حيث الخيم مبعثرة وشبه ممزقة بعدما نالت منها الرياح والعواصف الثلجية، ويهدد تدني درجات الحرارة التي وصلت، نتيجة وقوع منطقة البقاع الشرقية تحت تأثير كتل هوائية باردة، إلى ما دون 5 تحت الصفر، سلامة الأطفال والشيوخ والعجزة والمعوقين، خاصة في ظل عدم وجود سبل للتدفئة، وبالتحديد شح مادة المازوت. وقد زارت «الشرق الأوسط» عددا من هذه المخيمات في مناطق الطيبة والخضر وطليا وحوش سنيد البقاعية، حيث كانت الثلوج لا تزال تغطي بعض الخيم على الرغم من انحسار العاصفة في يومها الثاني، فكان الأطفال الصغار يأكلون الثلج ويلعبون غير آبهين بموجة الصقيع التي تضرب المنطقة فيما اختبأ أهاليهم في خيمهم بحثا عن بقعة دافئة.
عانوت إسماعيل (40 عاما) المهجّرة من الرقة السورية، حملت ولدها قصي الأحمد ابن السنوات الـ5 المصاب بإعاقة جسدية، ووقفت عند مدخل خيمتها تشكو إعاقته ومرضها الذي يتضاعف جراء الصقيع، وهي اشتكت أيضًا تردد الهيئات الإنسانية بالسؤال عن أحوال اللاجئين خلال العاصفة وتركهم لمصيرهم.
أما راجحة الأحمد (35 عاما) وهي إحدى جارات عانوت، فيعاني ولدها أيضًا من شلل دماغي نصفي، إلا أن بطاقة «معوق» الصادرة عن مديرية الشؤون الاجتماعية في الرقة لم تنفعها بشيء في لبنان، تماما كما وردة الحاج التي تمتلك بطاقة تصنفها بأنّها لاجئة، إلا أنها لم تكف للتخفيف من تكلفة علاجها، فخرجت من المشفى قبل ساعات وهي لا تزال تعاني من اضطراب شديد في ضربات القلب. وتصر وردة على سرد معاناتها لأي زائر لتشكو له أيضًا تسرب المياه إلى خيمتها جراء تساقط الثلوج وذوبان الجليد.
وتكثر حالات الشلل وبشكل لافت في مجتمع اللجوء في لبنان، بحيث اضطر محارب اليوسف (46 عاما) لإخراج ولده علي (8 سنوات) من المستشفى وهو يعاني من شلل بالأطراف بسبب ارتفاع كلفة الطبابة في لبنان.
وفي أحد المخيمات في منطقة الطيبة، تجمع عدد من اللاجئين بمحاولة لمساعدة إحدى العائلات في إعادة بناء خيمتها التي احترقت مع أوراق أفرادها الثبوتية بعد انحسار العاصفة. وقد أدّى قرار الأمم المتحدة إيقاف مساعداتها الإنسانية لنحو 29 عائلة سورية تتوزع بين بلدة شمسطار غرب بعلبك وبلدة الخضر في شرق المدينة، لتدهور أحوال أفرادها المعيشية. وجاءت عملية توقيف هذه المساعدات في أوقات زمنية متفاوتة بدأت قبل نحو عام، وردت مفوضية شؤون اللاجئين بوقتها هذه العملية لعدم توافر الشروط المطلوبة لاعتبار أفراد هذه العائلات من النازحين.
ولم تفلح كل الجهود التي بذلتها هذه العائلات للتأكيد على أحوالها الصعوبة وحاجتها الماسة للمساعدة في تعديل المفوضية قرارها. وراجع مصطفى محمد عرفان (27 عاما) وهو أب لولدين مركز المفوضية في بيروت مجريا أربع مقابلات بهدف إعادته وأفراد عائلته إلى لوائح اللاجئين، خصوصا أنه يعيش في منطقة جبلية باردة وفي ظروف صعبة جدا بعد تعرضه لحادث سير ألزمه المستشفى لأشهر، إلا أنه لم يلق جوابا شافيا بعد.
وقررت الحكومة اللبنانية نهاية عام 2014 وبإطار مساعيها لمواجهة أزمة اللجوء، وقف استقبال أعداد جديدة من اللاجئين السوريين، إسقاط صفة النازح عمن يدخل إلى سوريا ويريد العودة إلى لبنان، والتدقيق بحقيقة امتلاك السوريين الموجودين في لبنان صفة نازحين.
وقد تراجعت أعداد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في لبنان نتيجة الإجراءات الجديدة، فبعدما كانت تلامس في وقت من الأوقات حدود المليوني لاجئ، استقرت منذ نحو العام عند عتبة المليون لاجئ، ما يجعل عشرات آلاف آخرين يعيشون في لبنان بشكل غير قانوني ومن دون أي مساعدات تُذكر.
وأعربت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير أصدرته منتصف الشهر الحالي عن قلقها من كون السلطات اللبنانية تفرض شروطا تمنع بشدة كثيرا من اللاجئين السوريين من تجديد إقاماتهم «ما يزيد مخاطر استغلال وسوء معاملة الفارّين من الاضطهاد والحروب». وقال نديم حوري نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة: «تعليمات الإقامة هذه تجعل حياة اللاجئين في لبنان مستحيلة وتهمشهم. آخر ما يحتاج إليه لبنان هو تجمعات بشرية كبيرة ليس لديها وثائق قانونية، تعيش على هامش المجتمع وتتعرض لخطر سوء المعاملة».
ويعيش معظم هؤلاء اللاجئين في مخيمات عشوائية، حيث الخيم مبعثرة وشبه ممزقة بعدما نالت منها الرياح والعواصف الثلجية، ويهدد تدني درجات الحرارة التي وصلت، نتيجة وقوع منطقة البقاع الشرقية تحت تأثير كتل هوائية باردة، إلى ما دون 5 تحت الصفر، سلامة الأطفال والشيوخ والعجزة والمعوقين، خاصة في ظل عدم وجود سبل للتدفئة، وبالتحديد شح مادة المازوت. وقد زارت «الشرق الأوسط» عددا من هذه المخيمات في مناطق الطيبة والخضر وطليا وحوش سنيد البقاعية، حيث كانت الثلوج لا تزال تغطي بعض الخيم على الرغم من انحسار العاصفة في يومها الثاني، فكان الأطفال الصغار يأكلون الثلج ويلعبون غير آبهين بموجة الصقيع التي تضرب المنطقة فيما اختبأ أهاليهم في خيمهم بحثا عن بقعة دافئة.
عانوت إسماعيل (40 عاما) المهجّرة من الرقة السورية، حملت ولدها قصي الأحمد ابن السنوات الـ5 المصاب بإعاقة جسدية، ووقفت عند مدخل خيمتها تشكو إعاقته ومرضها الذي يتضاعف جراء الصقيع، وهي اشتكت أيضًا تردد الهيئات الإنسانية بالسؤال عن أحوال اللاجئين خلال العاصفة وتركهم لمصيرهم.
أما راجحة الأحمد (35 عاما) وهي إحدى جارات عانوت، فيعاني ولدها أيضًا من شلل دماغي نصفي، إلا أن بطاقة «معوق» الصادرة عن مديرية الشؤون الاجتماعية في الرقة لم تنفعها بشيء في لبنان، تماما كما وردة الحاج التي تمتلك بطاقة تصنفها بأنّها لاجئة، إلا أنها لم تكف للتخفيف من تكلفة علاجها، فخرجت من المشفى قبل ساعات وهي لا تزال تعاني من اضطراب شديد في ضربات القلب. وتصر وردة على سرد معاناتها لأي زائر لتشكو له أيضًا تسرب المياه إلى خيمتها جراء تساقط الثلوج وذوبان الجليد.
وتكثر حالات الشلل وبشكل لافت في مجتمع اللجوء في لبنان، بحيث اضطر محارب اليوسف (46 عاما) لإخراج ولده علي (8 سنوات) من المستشفى وهو يعاني من شلل بالأطراف بسبب ارتفاع كلفة الطبابة في لبنان.
وفي أحد المخيمات في منطقة الطيبة، تجمع عدد من اللاجئين بمحاولة لمساعدة إحدى العائلات في إعادة بناء خيمتها التي احترقت مع أوراق أفرادها الثبوتية بعد انحسار العاصفة. وقد أدّى قرار الأمم المتحدة إيقاف مساعداتها الإنسانية لنحو 29 عائلة سورية تتوزع بين بلدة شمسطار غرب بعلبك وبلدة الخضر في شرق المدينة، لتدهور أحوال أفرادها المعيشية. وجاءت عملية توقيف هذه المساعدات في أوقات زمنية متفاوتة بدأت قبل نحو عام، وردت مفوضية شؤون اللاجئين بوقتها هذه العملية لعدم توافر الشروط المطلوبة لاعتبار أفراد هذه العائلات من النازحين.
ولم تفلح كل الجهود التي بذلتها هذه العائلات للتأكيد على أحوالها الصعوبة وحاجتها الماسة للمساعدة في تعديل المفوضية قرارها. وراجع مصطفى محمد عرفان (27 عاما) وهو أب لولدين مركز المفوضية في بيروت مجريا أربع مقابلات بهدف إعادته وأفراد عائلته إلى لوائح اللاجئين، خصوصا أنه يعيش في منطقة جبلية باردة وفي ظروف صعبة جدا بعد تعرضه لحادث سير ألزمه المستشفى لأشهر، إلا أنه لم يلق جوابا شافيا بعد.
وقررت الحكومة اللبنانية نهاية عام 2014 وبإطار مساعيها لمواجهة أزمة اللجوء، وقف استقبال أعداد جديدة من اللاجئين السوريين، إسقاط صفة النازح عمن يدخل إلى سوريا ويريد العودة إلى لبنان، والتدقيق بحقيقة امتلاك السوريين الموجودين في لبنان صفة نازحين.
وقد تراجعت أعداد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في لبنان نتيجة الإجراءات الجديدة، فبعدما كانت تلامس في وقت من الأوقات حدود المليوني لاجئ، استقرت منذ نحو العام عند عتبة المليون لاجئ، ما يجعل عشرات آلاف آخرين يعيشون في لبنان بشكل غير قانوني ومن دون أي مساعدات تُذكر.
وأعربت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير أصدرته منتصف الشهر الحالي عن قلقها من كون السلطات اللبنانية تفرض شروطا تمنع بشدة كثيرا من اللاجئين السوريين من تجديد إقاماتهم «ما يزيد مخاطر استغلال وسوء معاملة الفارّين من الاضطهاد والحروب». وقال نديم حوري نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة: «تعليمات الإقامة هذه تجعل حياة اللاجئين في لبنان مستحيلة وتهمشهم. آخر ما يحتاج إليه لبنان هو تجمعات بشرية كبيرة ليس لديها وثائق قانونية، تعيش على هامش المجتمع وتتعرض لخطر سوء المعاملة».