ليف نيكولايافيتش تولستوي أو ليف تولستوي كما يُعرف أدبياً، المولود في “ياسنايا بوليانا” روسيا القيصرية 1828-1910.
من أشهر أعماله روايتة “الحرب والسلام” التي حمّلها جل آرائه فب الكنيسة والحياة، والمفارقة أنه كتب الأجزاء الثلاثة الأولى منها في حرب “شبه جزيرة القرم”.
الكاتب الذي اتخذه دعاة التحرر أمثال “غاندي وماترن لوثر كينغ” مثالاً للنضال السلمي، تعيش بلاده اليوم حملات قمع في سوريا وتوسع واحتلال في أوكرانيا.
كما كتب “أنا كارنينا” الرواية التخيليّة، رغم ما يلمح بها لفترة خطوبته، وتتربع الروايتان على قمّة الأدب الواقعي.
إن المتمعّن في سياسة الدولة الروسيّة، من سفك دماء ودعم طغاة، لا بدّ أن يستذكر إنتاجها الفنّي العظيم في المجال الأدبي، وخاصّة فلاسفتها الذين اعتنقوا السلم منهج حياتهم، ودعوا لهذا المنهج ومنهم “ليف تولستوي”.
من كتاباته الفكريّة والفلسفيّة
من كتاباته الفكريّة والفلسفيّة” التي جمعت في كتاب واحد يقول ليف: “وبالتالي ينبغي ليس قتل أمثال ألكسندر وكارنو وهومبرت وغيرهم، بل أن يُبيَن لهم بأنهم قتلة، والأهمّ من ذلك عدم السماح لهم بقتل الناس، ورفض القتل تبعاً لأوامرهم، وإذا كان البشر لا يتصرفون على هذا النحو حتى الآن، فهذا يحدث فقط بسبب التخدير، الذي تبقيهم فيه الحكومات بحرص للحفاظ على نفسها ، وبالتالي فمن أجل مساعدة الناس للكف عن القتل، يجب إيقاظهم ، وهذا غير ممكن عن طريق الاغتيالات، فالاغتيالات على العكس تقوي التخدير وتضعف الاستيقاظ منه.”
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/759196891867664
يُعد ليف تولستوي من بين الكتاب الأكثر شهرة في تاريخ الأدب العالمي إذ ترجمت أعماله إلى الكثير من لغات العالم ، ولكن عند قراءة أعماله الأدبية لا يفهم المرء جيداً لماذا أسماه لينين الأب الروحي للثورة الروسية ، ويفهم بدرجة أقل لماذا قال غاندي أن تولستوي قد ألهمه الطريق نحو تحرير الهند من التبعية البريطانية، لا يمكن فهم ذلك إلا بعد الاطلاع على كتابات تولستوي الفكرية والسياسية ، وعلى فلسفته الدينية والأخلاقية.
“لقد آن أوان الكف عن تصديق كذبة ثبات الدين، فتصديق ثبات الدين يشبه تصديق ثبات السفينة التي نبحر فيها، الثابت هو شبهة الدين وشبهة العقيدة، بينما الدين الحق الذي هو وعي لمعنى الحياة والهدي النابع عنه لا يمكن أن يكون ثابتاً بل هو لا يكف عن الحركة وبحركته هذه تتغير حياة البشر.”
السلم العالمي بنظر تولستوي
ويولي تولستوي جانباً عظيماً للسلم العالمي ويدعو إليه نابذاً الخلافات والحروب وإراقة الدماء التي مآلها الحكام وغطرستهم ، داعياً إلى الوئام بين الجماعات البشرية والدول، وأن الحكام يحقنون الشعوب بالوطنية لتبرير الاستيلاء والاغتصاب والتملك غير المشروع والسلطة غير الشرعية.
“من المريح جداً التدين بالدين الذي يتضمن عند أحد طرفي القداسة المسيحية وبالتالي الطهارة ، وعند الطرف الثاني سيفاً وثنياً ومشنقة ، عندما لا يكون خداع القداسة في المتناول ، دين كهذا مريح جداً ولكن سوف يأتي يوم ويهترئ فيه نسيج الكذب هذا، وتغدو مواصلة التشبث بالطرفين معاً مستحيلة ، بحيث لا يعود هناك مغزى من الانحياز إلى إحداهما أو ما يحدث الآن فيما يتعلق بعقيدة الوطنية.”
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/444799267093140
ويتحدث تولستوي عن تيار المجتمعات السلمية والغاية والوسيلة والعدالة والمصلحة العامة والخاصة وخصوصية العامة ، ويحدد العلاقة بين هذه المصالح ويطّلع ويُطْلع القارئ على خصوصية التكوين للعجينة البشرية.
“لقد حدد الخالق ذاته أن معيار انفعال البشر هو المصلحة وليس العدالة، وبمقتضى ذلك فإن كلّ الجهود لتحديد المصلحة دائماً ليست مثمرة ، ما من إنسان كان يتعلم أو يعلم أو يمكنه أن يعلّم على الإطلاق النتائج النهائية لتصرف معين ، أو لسلسلة كاملة من التصرفات سواءً بالنسبة له أو بالنسبة للآخرين ، وكذلك تماماً يمكن لنا جميعاً أن نعرف أن نتائج العدالة سوف تكون أفضل في نهاية المطاف سواءً للآخرين أم لنا ، رغم أننا لا نستطيع أن نقول مسبقاً كيف سيكون هذا الأفضل وفيم سوف يكمن.”
لتولستوي آراء في السياسة والمجتمعات والمرأة والناس والحب والدين واضعاً الإنجيل كتاباً أخلاقياً للسير عليه وهذا الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات منها “رسالة من امرأة بولندية ـ رسالة من ثائر ـ لا تقتل وغيرها”.