في مثل هذا اليوم من عام 1982 سقط آلاف الشهداء من سكان حماة المدنيين، بحجة محاربة حافظ الأسد للإخوان المسلمين، واليوم من عام 2016، يجتمع ممثلو الدول الكبرى بمؤتمر جنيف 3، لمحاولة حل الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات إلى الآن، دون الوصول لأي حل ينهي الصراع خلال عشرات المؤتمرات والاجتماعات السابقة للأخير.
أبو محمد الإدلبي يقول:” لو أن الكلام يجدي نفعاً للشعب السوري، لكان حديثنا عن مجزرة حماة في الثمانينيات، أكبر إدانة لحكم الأسد البعثي، يخرج على إثرها من حكم سوريا إلى الأبد”.
الجدير بالذكر أن روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن شرطها الأساسي في المؤتمرات، أن يبقى الأسد في الحكم، رغم أنه من المفترض انعقاده، لمحاسبة جميع أطراف النزاع المشتركة بمجازر إنسانية بحق المدنيين السوريين وعلى رأسهم حكومة النظام السوري.
أم عبد الله الحموية تقول:” كلها مؤمرات عالمية علينا نحن الشعب الأعزل، ومؤتمرات شفوية تطيل فترة حكم العائلة القاتلة منذ خمسين عاما”.
في حين قالت الهيئة العليا لمفاوضات جنيف في بيانها أمس:” إن التجاوب الذي أبدته هي، يأتي على خلفية الضمانات والتعهدات الخطية التي تلقتها من قوى دولية عديدة بتنفيذ مادتين من قرار مجلس الأمن 2245، هما تحسين الوضع الإنساني في سوريا عبر فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، والوقف الفوري للقصف العشوائي للمدنيين”، شنت المحاربات الروسية صديقة النظام على حد زعمه غارات قرب بلدة أوبين في ريف اللاذقية الحدودية مع تركيا، أدت لاستشهاد وجرح العشرات من المدنيين.
ارتفعت مجازر النظام السوري بشكل طردي مع تطور وسائل الحرب ونوعيتها، في الثمانينيات استعمل حافظ الأسد الدبابات في تدمير مدينة حماة، بينما حالياً لم يوفر أية وسيلة خفيفة أو ثقيلة إلا واستخدمها لقمع الشعب السوري المنتفض ضده، بداية من الرصاص الحي إلى الدبابات والمدفعية وصولاً لسلاحه الجوي الحربي-المروحي، وصواريخه الفراغية، انتهاء بالقنابل العنقودية والفوسفورية مع الغازات الكيماوية السامة المترافقة بسياسة التجويع والحصار، لتكون أكبر مجزرة بغاز السارين في الغوطة الشرقية أغسطس 2013 راح ضحيتها مايفوق 1500 شهيد، وآخرها أمس بغاز الكلور في معضمية الشام سقط إثرها أكثر من 97 حالة اختناق.
منجزات حافظ الدموية، التي تابع مسيرتها ابنه بشار، لكن هذه المرة بشكل أوسع شمل معظم أرجاء المدن السورية، وبتغطية إعلامية كبيرة للأحداث، كان لا بد أن تكون الشاهد الأصدق لجرائم الأسد التي تحيله للإعدام باعتباره مجرم حرب، ضرب شعبه حتى بالأسلحة المحرمة دولياً.
30 ألف شهيد بحماة في الثمانينيات أثناء قيادة الأب حافظ، يقابلها ما يزيد عن 300 ألف في القرن 21 تحت سلطة ابنه بشار، مؤتمرات، مباحثات سلام على مدار الأيام السابقة، ولا يزال الشعب السوري يعاني في البحث عن السلام في بلد الأمان ماضياً، لعلمه التام بفشلها أجمع.
محار الحسن