نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، تقريرا حول تطوير تنظيم الدولة لمنظومته الدعائية، من نشر تسجيلات الفيديو المروعة، إلى استعمال صور فوتوغرافية تعود لفنانين معروفين، للتأثير في الرأي العام.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن تنظيم الدولة لم يكتفِ بنشر صوره الخاصة به حول الحرب التي يخوضها في سوريا والعراق، و”الفظاعات” التي يرتكبها في حق أسراه، من أجل تغذية دعايته واستقطاب الأنصار، “وإنما أصبح التنظيم يستفيد من المواد الفنية المعروضة على الإنترنت، لخدمة أغراضه الدعائية”.
وأضافت أن التنظيم قام مؤخرا باستغلال صورة تعود للفنان الأمريكي براين ماكارتي، الذي عُرف إثر إنتاجه لمشروع “لعب الحرب”، الذي يعرض فيه شخصيات من عالم الأطفال في وضعيات صراع مسلح، ويهدف إلى إعادة رسم المشاهد التي نقلها له الأطفال الذين فروا من بؤر التوتر في العالم.
وبينت أن الصورة التي قام تنظيم الدولة باقتباسها، تظهر فيها الفتاة سندريلا في قلب الصحراء، تحت وابل من القذائف، مشيرة إلى أن هذه الصورة مستوحاة من رسم أنجزته فتاة صغيرة تعيش في قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع في عام 2012، “وقد حظيت الصورة باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ولكن في النسخة المعدلة من هذه الصورة، التي أصدرها تنظيم الدولة، اختفت الأميرة سندريلا، وحلت محلها شعارات دينية، وكتب فوقها: “دولة الخلافة الإسلامية تحت القصف الصليبي”.
ونقلت الصحيفة عن براين ماكارتي قوله: “لقد شعرت بصدمة كبيرة، عندما شاهدت عملي مشوها بتلك الطريقة”.
وأشارت إلى أن ماكارتي علم بحادثة السرقة الفنية من وكالة “بيكسي”، المتخصصة في حماية حقوق الفنانين والمؤلفين على الانترنت، ولكن لا الوكالة ولا الفنان ينوون التقدم بشكوى قضائية في الوقت الحالي.
ونقلت عن وكالة بيكسي قولها إن “سرقة الصورة تعد أمرا ضئيلا جدا مقارنة ببقية جرائم التنظيم، ولهذا فإن أي تحرك قضائي سيكون تحركا رمزيا لا غير، ولن يؤثر على مجرى الأمور، إذ إن ثروة تنظيم الدولة قامت أساسا على عدة أنواع من السرقات، مثل سرقة الآثار والبترول وطلب الفديات”، على حد تعبيرها.
وقال ماكارتي للصحيفة: “هذا التزييف الذي ارتكبه تنظيم الدولة في حق صورتي؛ قد يعود بالوبال عليه، لأن من أدخل التغييرات على الصورة شبّه التنظيم بلعبة، ولو لم يكن الأمر متعلقا بتنظيم يمارس القتل والتدمير، لكنت ضحكت كثيرا”.
وفي الختام؛ نقلت صحيفة “لوموند” دعوة هذا الفنان الأمريكي للإحاطة بالأطفال المتضررين من الحروب في فلسطين ولبنان وسوريا، ودعم منظمات الإغاثة التي تمد لهم يد المساعدة.
عربي 21