“القدس العربي”-آدم جابر
قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في عددها الصادر، الاثنين، إن سكان بلدة كفر كِلا يستيقظون منذ أيام على أصوات أزيز المثاقب الإسرائيلية التي تعمل على هدم نفق تم اكتشافه داخل الأراضي الإسرائيلية يعتقد أن حزب الله اللبناني هو من قام بإنشائه. وبعد زيارة لوفد من قوات الأمم المتحدة في لبنان؛ أكدت هذه القوات وجود النفق داخل إسرائيل واعتبرته تطورا خطيراً مشيرة إلى أنها تتابع الأمر عن قرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلدة كفر كِلا تقع بمحاذاة الخط الأزرق على الحدود بين لبنان وإسرائيل وهي تقابل بلدتي ميتولا وغاليلي الإسرائيليتين. وفي عام 2012 قامت إسرائيل ببناء جدار يفصل بينها وبين البلدة اللبنانية وهو الجدار الذي يحمل اليوم الكثير من الكتابات المعادية لإسرائيل والمساندة لفلسطين. وتقوم دوريات تابعة لقوات الأمم المتحدة في لبنان بمراقبة المنطقة بشكل مكثف.
و أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم الإثنين الماضي عن إطلاق عملية عسكرية تحت إسم “درع الشمال” تهدف إلى هدم النفق الذي ينطلق من بلدة كفر كِلا باتجاه إسرائيل، ليتم اكتشاف نفق آخر. بينما التزم حزب الله الصمت في البداية تجاه القضية قبل أن يصدر بيانا يوم الخميس الماضي يتضمن اعترافا ضمنيا بمسؤليته عن إقامة الأنفاق قائلا إن “المقاومة على استعداد لمنع العدو من تحقيق أهدافه”.
هذه التصريحات، اعتبرت “لوفيغارو” أنها تزيد الضغوط على الحكومة اللبنانية المطالبة بردة فعل من قبل إسرائيل وهو ما يضعها في حرج كبير. فدفاعها عن العملية الإسرائيلية لهدم النفق سيشكل انتحاراً سياسياً في لبنان الذي يَعتبر إسرائيل عدوا، كما أن حزب الله حاضر بقوة في المشهد اللبناني. وهذا ما يفسر دعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى التهدئة، مشيراً إلى أن إسرائيل تنتهك بشكل دائم المجال الجوي والمياه الإقليمية اللبنانية.
تضيف الصحيفة أ، سكان بلدة كفر كِلا المحليون يدافعون عن حزب الله بشكل تام ويتهم بعضهم إسرائيل باختلاق قصة الأنفاق بسبب خوفها من حزب الله، ويعتقد هؤلاء أن الصور والمقاطع التي نشرتها إسرائيل للنفق؛ تتعلق بأنفاق في قطاع غزة. إذ يقول صاحب أحد المقاهي في كفر كِلا إن “حزب الله ليس بحاجة لبناء الأنفاق لمهاجمة إسرائيل عبرها لأنه يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ”. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يتملك زهاء 100 ألف صاروخ مخبأة داخل الأراضي اللبنانية.
وتابعت “لوفيغارو” أن الاتصالات في بلدة كفر كِلا التي توصف بأنها قلعة من قلاع حزب الله، تخضع لمراقبة شديدة ويتطلب الوصول إليها إذنا من الجيش اللبناني وموافقة من عمدة البلدة الذي يتحدث مع جهة مجهولة قبل الموافقة. وتوجد أصوات قليلة معارضة لحزب الله في المنطقة، حيث يقول أحد سكان بلدة مجاورة لبلدة كفر كلا إن “الإسرائيليين ليسوا أغبياء ويدركون أن الأنفاق منتشرة في كل مكان بالمنطقة”.
ويؤكد هذا المواطن الذي فضل حجب هويته؛ أنه كان ضمن جيش الجنوب الذي واجه حزب الله وكان يتعاون مع إسرائيل حتى انسحابها من المنطقة عام 2000. ويتابع نفس الشخص قائلا إن “الحرب مع إسرائيل ستكون أمراً جيدا لأنها ستضعف حزب الله”.
وختمت “لوفيغارو” بالتّذكير أن حزب الله خرج قوياً من الحرب الأخيرة مع إسرائيل عام 2006 ، وأنه اليوم أقوى من أي وقت مضى في لبنان.
نقلا عن القدس العربي