نشر الكاتب جورج مالبرينو، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، مقالاً في صحيفة لوفيغارو بعنوان: «تركيا تغيّر سياستها السورية»، تحدث فيه عن المتغيرات الجديدة في أنقرة بعد فشل محاولة الانقلاب الأخيرة، وهي متغيرات تدعو للاعتقاد بأن السياسة التركية تجاه الأزمة السورية في طريقها للتغير بشكل كبير، وستفقد على الأرجح كثيراً من عناصر التصميم والزخم، نظراً لتركيز أنقرة المتوقع خلال الفترة المقبلة على مواجهة مشكلات الوضع الداخلي التركي نفسه، بكل تعقيداته وتحدياته الجديدة. وقال مالبرينو إن أهم سمة لسياسة الرئيس أردوغان السورية، بعد فشل الانقلاب، ستكون التركيز بشكل خاص على محاربة مشروع الأكراد السوريين الرامي لإيجاد منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا قريباً من الحدود التركية. ومن هذا المنطلق يفترض أن تخفت النبرة التركية الداعية لرحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، وخروجه من السلطة دون قيد أو شرط.
ويعتبر كثير من الخبراء العسكريين والسياسيين الأتراك أن سياسة أردوغان السورية أدت إلى مأزق، بسبب رهانه قبل كل شيء على وجوب ذهاب الأسد وخروجه من المشهد في أسرع وقت ممكن. ولكن المشكلة أنه على رغم مرور أكثر من خمسة أعوام على انطلاق الثورة السورية، ما زال رئيس النظام السوري المدعوم من قبل روسيا وإيران، ممسكاً بالسلطة في دمشق. وحتى قبل الانقلاب الفاشل في تركيا، بدا خروج أحمد داود أوغلو، وهو مهندس السياسة التركية تجاه سوريا، وذهابه من رئاسة الحكومة، وحلول بن علي يلدرم بدلاً منه رئيساً للوزراء، كل هذا أشّر إلى بداية تحول جذري في المقاربة التركية إزاء تعقيدات الصراع السوري. وعلى الأرجح، فإن هذا التحول سيستمر وفق مقاربة جديدة، بسقف أهداف مختلف، تأتي على رأسه أولوية مواجهة التحدي الكردي في شمال سوريا، بشكل جذري، ووفق ما يتماشى مع المصالح التركية في المقام الأول والأخير.
مركز الشرق العربي