لئن كان المجلس الأوروبي يؤيد اليونان في نزاعها مع أنقرة حول تقاسم المياه شرق البحر المتوسط، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتمتع بتأييد شبه كامل من شعبه في هذه المسألة، حسب ما جاء بصحيفة لوتان Le Temps السويسرية.
وقد أوردت الكاتبة بالصحيفة آن أندلاور، في بداية تقرير لها من اسطنبول، قصة تلويح الشاب أوغوز، وهو بائع هواتف محمولة في حي بانغالتي القديم ومؤيد لأردوغان، بنسخة من صحيفة سوزكو Sözcü المعارضة وهو يقرأ من عناوينها “الاستفزات اليونانية، الغزو، العسكرة غير القانونية لجزر بحر إيجه” ثم يعلق قائلا “حتى هؤلاء متفقون مع رئيسنا”.
ورغم أن سوزكو في عددها الصادر يوم 21 سبتمبر/أيلول اتهمت أردوغان بأنه ترك الحبل على الغارب لليونان مدة 7 سنين حتى “استولت على الجزر التي هي ملك لنا” فإن الشاب أوغوز يؤكد أن كل من يعيشون في “ظل العلم التركي يؤيدون، بدون استثناء، الحكومة في هذا الصراع” المتعلق بتقاسم مياه بحر إيجه وشرق المتوسط.
وبحسب الكاتبة فإن الخلافات بين تركيا واليونان في بحرهما المشترك، لا تنحصر بأي حال من الأحوال، على تقاسم تجاري لاحتياطيات الغاز الطبيعي، وإنما يتعلق الأمر كذلك بتسوية نزاع موروث من القرن الماضي، كان العديد من جوانبه موضع مفاوضات غير مثمرة بين البلدين على مدى السنوات العشرين الماضية، ولذلك فإن تركيا تريد وضع حد للغموض القانوني في هذه المسألة والذي يعتبر في صالح أثينا، وفقا للمراسلة.
وسواء أكانوا خبراء أو مواطنين عاديين، فإن الأتراك، حسب الكاتبة، مجمعون تقريبا على نقطة واحدة وهي أن العقوبات الأوروبية التي سيتم النظر فيها بالمجلس الأوروبي، في الاجتماع الاستثنائي المقرر عقده من 1 إلى 2 أكتوبر/تشرين الأول القادم، لن تكون مجدية، لأنها حسب الدبلوماسي التركي السابق سنان أولغن “إن كانت ثقيلة فلن تجد التأييد المطلوب لأن القرارات تتخذ بالإجماع، وإن كانت خفيفة فلن تؤثر على تركيا” بل إن العقوبات الخفيفة، حسب رأيه، لن تؤدي إلا إلى تعزيز التصور بأن أوروبا ضد تركيا، مما سيقوي الالتفاف حول الحكومة التركية وتشجيع سياستها التي انتهجتها بداية الصراع.
نقلا عن الجزيرة