نشرت صحيفة لوبرزيان الفرنسية تقريرا يتناول استطلاعات تم إجراؤها مؤخرا، بطلب من الصحيفة ذاتها، حول مدى تفهم الفرنسيين للإسلام، ومقارنته بالديانات الأخرى، وظاهرة الإسلاموفوبيا ومدى انتشارها لدى الغرب.
ونقلت الصحيفة، في تقريرها، عن مؤسسة أكسودا للاستطلاعات أن 55 في المئة من الفرنسيين يرون أن المسلمين يبالغون في إظهار انتمائهم الديني وممارسة شعائهم الدينية في العلن، بينما يرى 57 في المئة منهم أن الإسلام دين سلام يتساوى مع بقية الأديان السماوية في رفضه للعنف، كما أكد 76 في المئة من المواطنيين الفرنسيين المستجوبين أن ظاهرة “الإسلاموفوبيا” بدأت تنتشر بشكل لافت في العالم الغربي.
وتساءلت الصحيفة عن مدى صحة الإحصائيات التي نشرت سابقا، والتي أوضحت تصلبا واضحا في مواقف الفرنسيين تجاه الإسلام والمسلمين، بعد أن جاءت نتائج هذا الاستفتاء الذي قامت به مؤسسة أكسودا، بطلب من الصحيفة، لتعكس موقفا جديدا أكثر ليونة من الرأي العام الفرنسي.
وأشارت لوبرزيان إلى أن الجهل بحقيقة الإسلام يولّد الأوهام، حيث أن نظرة المواطن الفرنسي للإسلام تختلف بحسب درجة اطلاعه على الموضوع.
وأكدت في هذا الإطار أن 63 في المئة يعترفون بأنهم لا يمتلكون ما يكفي من المعلومات حول الإسلام لإصدار أحكام بشأنه، فيما قال 16 في المئة منهم أن إلمامهم بموضوع الدين الإسلامي ضعيف جدا، بينما صرح 36 في المئة، وهم شباب في معظمهم، بمعرفتهم الجيدة للإسلام، نظرا لاستقرارهم في مناطق سكنية يتواجد فيها المهاجرون من البلدان المسلمة بصفة مكثفة. وكان 41 في المئة من هؤلاء المستجوبين في إيل دو فرانس، و25 بالمائة في بريتاني والنورماندي.
وتطرقت الصحيفة إلى موضوع معاداة الإسلام بسبب عمليات العنف والتحريض على الكراهية ضد المسلمين، التي انتشرت مؤخرا خاصة على أثر الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، ونقلت أن أغلبية الفرنسيين، بنسبة تبلغ 76 في المئة، يعتقدون أن ظاهرة الإسلاموفوبيا بدأت تغزو العالم الغربي.
كما أشارت إلى أن المجتمع الفرنسي بشقيه المنتميين لليمين ولليسار قد اتفق حول وقوع المسلمين ضحية للأحكام المسبقة وتعميم الاتهامات، حيث أيد 84 في المئة من اليسار و74 في المئة من اليمين و66 في المائة من الجبهة الوطنية؛ القول بأن الإسلاموفوبيا أصبحت ظاهرة خطيرة. أما عن المسلمين وأقاربهم فإنهم يشاركونهم الرأي، بحسب الصحيفة، بنسبة 79 في المئة.
كما أظهر الاستطلاع أن 55 في المئة من الفرنسيين يعتقدون أن المسلمين علنيون في التصريح بمعتقداتهم ويقومون بأقصى مجهوداتهم من أجل ذلك، ولكن هذه النسبة تشكك في الاستفتاءات السابقة التي أظهرت أن المسلمين كتومون في أسلوب تدينهم.
وتبقى الآراء متضاربة، بحسب الصحيفة، حيث أكد 65 في المئة من اليساريين أن المسلمين كتومون حول شعائرهم ونواياهم، بينما صرح 71 في المئة من اليمين، و91 في المائة من اليمين المتطرف أن المسلمين يبالغون أكثر من اللازم في إشهار إسلامهم.
وأضافت أنه بينما يتوجس أغلب الفرنسيين خيفة من العواقب الوخيمة للانتشار العنف المرتبط بالتشدد الديني، ومن تأثيره السلبي على الشباب، فإن الأغلبية الساحقة ترفض أي خلط بين الإسلام والعنف. فقد رأى 57 في المئة من المستجوبين أن الإسلام دين رافض للعنف مثل بقية الأديان، و”الجهاد” الذي يدعي البعض القيام به هو مغالطة وتحريف للمفاهيم.
كما أكد 63 في المئة أن نظرتهم للإسلام لم تتغير عقب أحداث شارلي إيبدو في باريس، ولكن هذا لا ينفي، بحسب الصحيفة، أن هناك ثلثا آخر لا يزال يرى الإسلام بعين الريبة والخوف.
وفي الختام، أكد التقرير أن مناخ عدم الثقة بين المسلمين وبقية الفرنسيين لا يزال متواصلا، حيث لا يزال 41 بالمائة (79 بالمائة منهم من الجبهة الوطنية و57 بالمائة منهم من اليمين) يرون أن الإسلام يحمل بين طياته أسسا للعنف والتعصب بعيدة عن رسالته الأصلية.
عربي 21