أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق لمضاعفة المعاناة التي يعيشها الأهالي القاطنين في الشمال المحرر دون مصدر رزق أو دخل يخفف عنهم تكاليف المعيشة بعد سنوات من التهجير من منازلهم.
من الخضرة للمخلل للبقوليات والمربى شح المونة الرمضانية
شهدت أسعار السلع والمواد الغذائية ارتفاعاً فاق قدرة الأهالي في ظلّ اقتراب شهر رمضان الذي لطالما كان يوصف بشهر الخير لإقامة الطقوس الرمضانية وصنع الأطباق التي اعتاد عليها الأهالي منذ القدم.
“والله ياابني رمضان أجا والجيبة فارغة ومانا عرفانين شو نساوي بحالنا، ماعاد بدنا نتذكر كيف كنا عايشين” تروي الخالة “أم أحمد” مهجرة من معرشورين في دركوش ما تعانيه من نقص المؤونة قبل حلول الشهر بسبب ارتفاع أسعار المواد، فالأرز صنف أوماوي ١٢ ليرة، رز كبسة ٢٥ ليرة عدس أبيض ١٠ ليرات، عدس شوربة ٢٠ ليرة، ليتر الزيت النباتي ١١ ليرة، البرغل ١٠ ليرات، كيلو السكر ١٣ ليرة، الشاي ٩٠ ليرة، ماكنا ندفع نص هالتكاليف على أيام شهر رمضان الماضي.
“الأمر لله والله نحن كلنا بالهوا سوا” ابو سمير صاحب محل خضرة في سوق بلدة عزمارين مهجر يضيف قائلاً “يعني انا بقعد طول النهار انا والولاد بالبرد لنعيش وصار راكبني الهم من كذا يوم كيف بدي أمن مونة رمضان والأسعار بالنار حتى الخضرة ماعاد عليها طلب متل الأول بسبب ارتفاع أسعارها، كيلو البطاطا ٦.٥ والبندورة ١٠.٥ والخس ٥ والباذنجان ١٨ والزهرة ٦، لا عندك السلق والسبانخ عليهن شوي طلب اكتر شي بسبب انخفاض اسعارهم للي وصلو ل ٣ و ٤ ليرات”
يكمل أبوسمير “شو بدي عد لعد من أجرة البيت لجرة الغاز يلي وصل سعرها ل١٨٠ ليرة لسعر ربطة الخبز ٥ ليرات والله اللحمة صارت حلم للولاد كنا نشتريها اول ماجينا ٣٥ ل٤٠ ليرة والله اليوم ب ٨٠ و٨٥ والعجل ٦٠، صار كلشي غالي وماعاد متل الأول.
فيما يقول أبو جميل من كفرنبل في حديثه “الله لايوفقهن يارب خلصنا هلق وقت فتوحات المجرم بوتين، بدو أوكرانيا على قولت المتل، الأسعار أمريكية والدخل صومالي، اي نحن يادوب كنا مسلكين بامورنا قبل الازمة يلي صارت باوكرانيا لحتى تكمل معنا ونصير ندفع ثمنها قال شو والله بطلت أوكرانيا تصدر السكر والزيت والقمح والروس الملاعين كمان متلهن لحتى وصل سعر ليتر البنزين من يومين ١٧ ليرة والمازوت ١٤ ونصف منين بدنا نجيب ورمضان على أبواب كنا حرقنا اغصان الزيتون بالضيعة لنعمل فطور”.
أما “ابو عبدو” صاحب محل سوبر ماركت والبان واجبان، فيقول “سلة رمضان للي منعرف كل الناس تأخذها قبل حلول الشهر بأيام، أجا كم شخص فقط، بعدما ما ارتفعت أسعارها، يعني أنا اليوم عم ببيع كيلو مخلل مشكل ١٨ ليرة وروح سأل إذ في هيك تسعيرة بكل السوق، والمكدوس ٣٤ ليرة وفي ٢٨ ليرة، زيتون مشكل ٢٠ وفي زيتون المكسر ١١ والعطون في ١٤ وفي نوع جيد ٢١، لبنة مقطرة ٣٨ ليرة وحلاوة الفرقان ٣٠٠ غرام ١١ ليرة ومطربان مربي صغير ١١.٢٥ وزبدة لونا ٦.٢٥، جبنة مثلثه أربع ليرات، كمان معاك الجبن المشلل من ٤٠ ل ٦٥ وجبنة عزيزي من ٣٥ ل ٤٠ ليرة.
الإقبال على الأسواق الشعبية على وقع تفاقم الوضع المعيشي
تحول الإقبال على سوق الثلاثاء من كل أسبوع عادة ابو ابراهيم الرجل المسن المهجر من ريف حلب في حارم يقول ومع اشراقة كل صباح ثلاثاء يذهب للتسوق من البازار لرخص ثمنه مقارنة مع تسعيرة المحلات.
ومثله ابو مهدي من منطقة الطار بريف حماة الشمالي يقصد السوق لمسافة ٧ كيلومترات في الغفر في منطقة سهل الروج للتسوق بسبب رخص الأسعار والباله بشكل خاص.
ويبقى ابو حسان الرجل الستيني تائهاً بين محله لبيع المستلزمات المنزلية ومهنة تجارة الدراجات النارية لتوفير متطلبات المعيشة لزوجته وأولادها رغم البرد والبحث عن مصدر رزق موضحاً أنّه رغم كل هذا الضغط يخصص يوم السبت من كل أسبوع لزيارة البازار في عزمارين لشراء الأغراض.
رغم تهاوي الأسعار خطوات خجولة لضبطها
رغم تهاوي أسعار السلع في الاسواق تبدو محاولات حكومة الإنقاذ لضبطها خجولة بعض الشيء مع استمرار تدفق شحنات السلع من تركيا عن طريق معبر باب الهوى شمال إدلب بخاصة مع التعاطي مع شح أبسط المتطلبات اليومية التي باتت تهدد الأهالي بلقمة عيشهم ومنها مادة السكر بسبب احتكار التجار ليصل سعرها قبل أكثر من أسبوع لأكثر من عشرين ليرة سورية رغم دخول عدة قوافل تجارية محملة بأكثر من ألف طن.
الجدير ذكره أنّ وزير التجارة والاقتصاد في حكومة الإنقاذ “باسل عبدالعزيز” كان قد تعهّد قبل أيام، بالعمل على منع الاحتكار، مضيفاً أنّه تم تشميع عدة محال حسب قوله في الأسواق، في محاولة لضبط الأسعار والوصول بالمواد الاستهلاكية إلى سعر الاستقرار بالوقت الذي لاتزال فيه الأسعار تفوق قدرة الأهالي على تحمّل أعبائها.
تقرير خبري بقلم: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع