“أشتهي أن أرحل عن كل شيء.. لا أريد أن أبكي، أريد أن أشكي.. لا أريد أن أضحك.. أريد فقط أن يعيش أخي بسلام”، تلك كلمات الطفل أحمد المشرد عن وطنه الأم سوريا من ريف حلب، بعد أن فقد حق العيش في وطن بات الموت فيه بالتزامن، ولقمة العيش فيه مغمسة بالدماء.
لكن يبقى السؤال، هل كلّ من تغرب خارج الوطن بات بمأمن من الظلم والحرمان.. أم أنه نجا بجسده، ولم ينجو بأحلامه؟.
بعد انعدام الأمل بحل الأزمة السورية، ازدادت وتيرة هجرة السوريين الذين يعبرون البحر إلى أوربا، وكانت موجات اللجوء خارج سورية بدأت منذ منتصف عام 2012 ومازالت مستمرة مع ازدياد تدهور الأوضاع واستمرار النظام بقصف الأراضي الخارجة عن السيطرة، والضغط على الأهالي إما الموت بنيران الحقد أو الرحيل عن الوطن خوفاً على من بقي من الأهل.
تكشف أم أحمد من مدينة إدلب (42 عاماً) “بعد وفاة زوجي المعتقل في سجن الذل.. انكسر قلبي، وزادت معاناتي وألمي بوجود أطفالي، وتحتاج أجسادهم الصغيرة للكثير من الأشياء الضرورية.”
وتضيف” من السهل أن ترحل عن وطنك، لكن من الصعب أن يرحل الوطن معك، ضاعت الأحلام مع أول ليلة قضيتها مع أبنائي في ليلة باردة على الحدود، كانت بالمرصاد”.
وفي تقرير مراقبة مخيمات النازحين- الإصدار24 جاء فيه، فيما يخص قطاع المأوى والمواد غير الغذائية، لا يزال التحدي الأكبر الذي يواجه سكان المخيمات هو وجود نسبة كبيرة من الخيم المهترئة التي تحتاج إلى تبديل، والتي تصل نسبتها في بعض المخيمات إلى 80% وهذا ما يخالف المعايير التي تنص على ألا يتجاوز عمر الخيمة ستة أشهر.
تكشف أم هاني (32 عاماً) من ريف حلب عن معاناتها في خيمة اللجوء المهترئة “لم تصمد خيمة بالية أمام أمطار شتوية غزيرة، مما أغرق كل البطانيات حتى ملابس الأطفال، وإن لم نستطع إخراجهم، لسبحوا بالمياه ولم يكن بوسعنا تأمين ملابس لهم.. آه مالنا غيرك يا الله منك نرجو العون”.
ويبقى السؤال إذا كان النظام يحب شعبه، فلماذا لا يساعد ويدعم النازحين؟ أم أنها سياسة التهجير؟، حتى من نزح داخل سوريا تعرضت أماكن سكنهم لقصف النظام.
جيش النظام ومن والاه يسكنون بيوت النازحين ويمتلكونها، أليس هذا غذاء من دم شعب؟.
يدمدم الطفل المشرد أحمد بصوت حزين وهو يحتضن أخيه الصغير “نمّ بين يدي.. فقلبي الكبير.. أوسع من أرض ضاقت بنا.. وفقدت معايير الإنسانية”.
المركز الصحفي السوري– بيان الأحمد