أعلن نازحون سوريون بمخيمات قرب الحدود التركية وفي الداخل السوري إضرابا مفتوحا عن الطعام، تضامنا مع آلاف المدنيين المحاصرين في بلدة مضايا شمال غرب دمشق من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني، بينما خرجت مظاهرات في شمال سوريا، تطالب بفك الحصار وإدخال المساعدات للمحاصرين.
وقال الناشط أبو العلاء الشمالي إن أغلب المخيمات في تجمعات “أطمة” للنازحين شمال مدينة إدلب والتي تضم نحو 350 ألف نازح، أعلنت إضرابا عن الطعام حتى تدخل مساعدات غذائية وطبية إلى بلدة مضايا، وأضاف “لن نأكل حتى يأكلوا”.
وناشد الشمالي -أحد مطلقي حملة الإضراب- في حديث للجزيرة نت، كل المنظمات الإنسانية في العالم التدخل الفوري لإنهاء الحصار عن مضايا، للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية ربما تودي بحياة آلاف المدنيين.
من جانبه، أكد الناشط بسام أبو محمد الموجود داخل المخيمات في حديث مع الجزيرة نت، أن حملة الإضراب لن تتوقف حتى تنتهي معاناة “أهلنا المحاصرين في مضايا”، واعتبر ما يجري في سوريا من سياسات حصار وتجويع المدنيين التي تمارسها قوات النظام والمليشيات الطائفية “وصمة عار في جبين الإنسانية”، مشيرا إلى أن صمت المجتمع الدولي يجعله شريكا في القتل.
وفرضت قوات النظام وحزب الله اللبناني منذ سبعة أشهر حصارا خانقا على بلدة مضايا لإجبار فصائل المعارضة على الاستسلام، مما أدى إلى وفاة 23 مدنيا جوعا وبردا، بحسب مصادر طبية في البلدة التي تضم نحو 44 ألف مدني، عدد كبير منهم نزحوا إليها من مدينة الزبداني القريبة منها هربا من القصف المتواصل.
مظاهرات ودعوات
وخرجت مظاهرات في مدن الشمال السوري منددة بالحصار المضروب على البلدة، حيث رفع متظاهرون في مدن وبلدات محافظة إدلب عبارات تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمد يد العون والمساعدة للمحاصرين، وحمّل المتظاهرون المنظمات الأممية مسؤولية وفاة مدنيين جوعا وبردا.
وطالب الائتلاف الوطني السوري في بيانات متلاحقة الجامعة العربية والأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا بتحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين في مضايا وبقية المناطق المحاصرة، والتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء وفك الحصار عنهم، والدخول الفوري لقوافل المساعدات الغذائية والطبية إلى المدينة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن.
وقال الأمين العام للائتلاف محمد يحيى مكتبي إن الإضراب الذي أعلنه النازحون في المخيمات والمظاهرات التي خرجت في سوريا، يؤكد أن محاولات تفريق وشرذمة الشعب السوري لم تنجح.
وأضاف مكتبي في حديث للجزيرة نت، أن “الجرح السوري واحد، وما يجري من تضامن في المخيمات مع أهلنا في مضايا يؤكد هذه الحقيقة”، مشيرا إلى أن هناك جهودا تُبذل، وخاصة من دول الاتحاد الأوروبي لكسر الحصار على مضايا، ودعا واشنطن إلى الضغط على النظام واتخاذ موقف صارم تجاه جرائمه بحق الشعب السوري.
وأطلق ناشطون سوريون عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للفت أنظار المجتمع الدولي إلى المأساة الإنسانية التي تسبب بها الحصار.
المصدر : الجزيرة