دعا كاتب بريطاني في مقال بصحيفة ديلي تلجراف البريطانية المجتمع الدولي لفرض منطقة حظر طيران فوق المناطق المدنية في سوريا، لوضع نهاية لعمليات القتل الجماعية واستهداف الأطفال بالقنابل البرميلية غير المشروعة التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية.
وقال هاميش دي بريتون جوردون، وهو ضابط بريطاني كبير سابق، إن هناك فرصة أمام المجتمع الدولي للتدخل ووضع نهاية لعدوان النظام السوري، مستشهدا بما قام به العالم ضد صدام حسين لحماية الأكراد في العراق.
وأشار جوردون إلى أن هناك ما لا يقل عن 500 ألف من القتلى المدنيين سقطوا في الصراع الدموي في سوريا، والغالبية العظمى منهم سقطوا بواسطة الاستخدام العشوائي للقنابل البرميلية التي تحوي مواد كيميائية، نابالم، ومتفجرات شديدة، استخدمها النظام السوري ضد المدنيين بدون تمييز.
وأضاف الكاتب أن نظام الأسد قتل في يوم واحد ما يصل إلى 1500 مدني في الغوطة في شهر أغسطس عام 2013 باستخدام غاز السارين، وهو ما يشبه ما قام به صدام حسين في حلبجة عام 1988، ووقتها أيضا لم يفعل المجتمع الدولي شيئا لمدة 3 سنوات قبل أن يتدخل ويفرض حظرا الطيران.
يعيد الكاتب إلى الأذهان ذكرى قيام صدام بقتل 5000 من الأكراد في حلبجة في يوم واحد باستخدام السلاح الكيميائي، إلا أن المجتمع الدولي وقف دون حراك حتى تحرير الكويت، ووقتها قاد جون ميجور رئيس الوزراء البريطاني آنذاك الجهود الدولية لفرض منطقة حظر طيران لحماية الأكراد من انتقام صدام.
ويؤكد جوردون أن التاريخ ربما يعيد نفسه ولكن بطريقة إيجابية، حيث تبقى أمام المجتمع الدولي الفرصة لفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا مرة أخرى بعد مرور ثلاث سنوات من عدم التدخل.
وأشار الكاتب إلى أن كل الساسة البريطانيين الذين التقى بهم في الأشهر الماضية أكدوا أن فرض منطقة حظر طيران فوق المناطق المدنية في سوريا غير ممكن بسبب المعارضة الروسية.
إلا أنه دعا رئيسة الوزراء البريطانية الحالية تيريزا ماري ماي، والتي قال إنها تتصف بنفس الصلابة الهادئة التي كان يتمتع بها ميجور، لقيادة المجتمع الدولي مرة أخرى لفرض الحظر الجوي، لاسيما أن المطلوب منع طائرات الهليكوبتر البطيئة التي تقوم بإسقاط القنابل البرميلية، وهو ما يعتبر هدفا واضحا وسهلا، يمكن للوحدات البحرية البريطانية القيام به بمفردها.
وختم الكاتب بالقول إن الوقت قد حان ليعمل الجميع لحماية الأطفال أمثال عمران دنقيش وجيله كله الذي يمكنه بناء سوريا جديدة، ومنعه من أن يتحول لمجرد رقم في إحصاءات الإبادة الجماعة أو أحد المتشددين في المستقبل.;
ديلي تلجراف
العرب القطرية