قــــــراءة فـــــي الصحــــف
تناولت الصحف البريطانية الصادرة هذا اليوم الشائعات حول مقتل الطفل عمران دقنيش الذي تحول لأيقونة للأزمة السورية، وناقشت التصعيد الروسي على مدينة حلب السورية.
البداية من صحيفة ” الإندبندنت” البريطانية –
نشرت الصحيفة، انتشرت صورة الطفل عمران دقنيش داخل سيارة الإسعاف يغطي وجهه التراب والدماء، شريدا سرحا فيما يحدث بعد انهيار البناية التي كان يعيش بها في مدينة حلب، لينجو هو ويتوفى شقيقه الأكبر البالغ من العمر عشرة أعوام متأثرا بجراحه.
وأضافت الصحيفة، إن الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام السورية المحلية غير صحيحة، حيث أكد عاملو انقاذ في هيئة الدفاع المدني السوري، ومنظمات خيرية أن عمران لم يكن بين الضحايا الذين لاقوا حتفهم بعد شن الغارات الجوية على حي القاطرجي في القسم الشرقي المحاصر من حلب، ولكنهم لم يتصلوا بعائلته للتأكد من سلامتهم.
ويؤكد عمال انقاذ وإغاثة اخرون أن أكثر من 50 شخص رحلوا في القصف الجوي على الحي السوري في الساعات الأولى من صباح اليوم، الاثنين، وتضم قائمة الضحايا اسماء رضيعين في اسبوعهما السادس، وستة أطفال لم يتجاوزا الثامنة، وأربعة عشر شخص من عائلة واحدة.
يُذكر أن القصف الجوي اشتد في حلب منذ بدء الحرب السورية منذ حوالي ستة أعوام، وزاد الأمر سوءً كسر الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وقف إطلاق النار الشهر الماضي، مما تسبب في زيادة عدد القتلى والجرحى.
بدورها عنونت صحيفة “التايمز”، “التصعيد الروسي لن يساعد أهل حلب”
قالت الصحيفة، إن من حق أهل مدينة حلب وأبطالها أن يسألوا إذا كانت القوات الغربية سوف تأتي في أي وقت لنجدتهم، والجواب عن هذا التساؤل المخزي والمعروف في علم السياسة الواقعية كما تقول التايمز في افتتاحيتها هو أنه لا توجد قوة غربية كبرى مستعدة للتدخل.
“وأضافت، أنه “يجب على الحكومات الغربية أن تكون في حالة تأهب ليس فقط لمأساة حلب ولكن أيضا لعشرات المدن الأخرى التي طرد منها رجال الأسد السنة وهم يعيدون رسم سوريا لصالحهم”.
وترى الصحيفة أنه لا منطقة حظر جوي ولا منطقة حظر قنابل أقل تصادمية يمكن أن تنقذا هذه المدينة الغارقة في ظلام دامس، وأن هذه الاستراتيجية ستكون بمثابة عمل من أعمال الحرب على الحكومة السورية وستجر الغرب لا محالة إلى مواجهة مع فلاديمير بوتين.
وختمت الصحيفة بأن بوتين يعتقد أنه سيحقق نصرا كبيرا ويضمن بقاء الأسد إذا جعل من شرق حلب مقبرة، لكن الحقيقة هي أنه يضمن بذلك أن الأجيال القادمة من السوريين سترفض فكرة التحالف مع موسكو، والكرملين بذلك لا يفكر سوى في المكاسب القصيرة الأجل، ومن ثم ليس لدى الغرب خيار سوى إطالة أمد اللعبة.
ونقرأ في صحيفة “الغارديان”، “إننا نشاهد تدمير حلب .. فأين الغضب؟”
نشرت الصحيفة مقالاً للكاتبة “نتالي نوغايريد” قالت فيه: أين هي المظاهرات في العواصم الغربية لشجب الهجوم الوحشي على حلب؟ هناك نحو 300.000 شخص يتعرضون للقصف الشامل، بما في ذلك بالذخائر الخارقة للملاجئ والقذائف المتفتتة. هل أن الطقس سيئ جداً إلى حد أن أحداً لا يريد الوقوف في ساحة، أو أمام سفارة روسية؟ أم أن أحداً لا يهتم؟ ألا يفكر أحد بأن الاحتجاج ربما يُحدث فرقاً؟
ربما يكون الأمر أننا أصبحنا مخدرين أمام هذا الفيض المستمر من الأخبار المروعة، بما فيها الأخبار عن أكثر من مائة طفل قتلتهم الغارات الجوية على حلب في الأسبوع الماضي. وربما يكون الأمر أن سورية تبدو مسألة بالغة التعقيد. ولكن، ما هو المعقد في القول إن المدنيين يجب أن يتمتعوا بالحماية؟ ما هو المعقد في شجب أولئك الذين يقومون الآن بإسقاط كميات لا حصر لها من الذخائر على الأحياء والمستشفيات؟
أم أننا نتخبط في محيط من سياسات “ما بعد الحقيقة”؛ حيث جعلتنا دعاية روسيا والحكومة السورية نشك بأنهما ينتهكان القانون الدولي؟ هل شرعنا في تصديق أن القصف الشامل يمكن أن يُفهم على أنه نشاط مناهض للإرهاب؟ هل بدأنا نفكر بأنه سيكون من الأفضل لحلب أن يتم الاستيلاء عليها بسرعة؟ هناك اقتباس مفيد من “تاسيتوس” عندما يسود هذا النوع من المنطق: “عندما لا يبقى في أعقابهم شيء سوى صحراء، فإنهم يسمون ذلك سلاماً”.
تريد روسيا والأسد الاستيلاء على حلب باستخدام أساليب تشبه تلك التي استخدمت في غروزني. وقد قيل في الغرب في كثير من الأحيان إنه ليس هناك حل عسكري في سورية.
لكن “الحل” العسكري يشبه كثيراً ما تهدف إليه موسكو والنظام في دمشق الآن -بذبح المدنيين، وخلق فراغ سيعمدان إلى تسميته عندئذٍ بأنه “تهدئة”.
لا أقول إن المظاهرات في لندن وباريس ستوقف الطغاة. لكن تنظيم التظاهرات ربما يجعلنا نشعر بعار أقل عندما ننظر خلفنا إلى هذه الأحداث في المستقبل؟ ورأينا في العام 2000، كيف تظاهرت المجموعات فعلاً في لندن لشجب “المذبحة التي يرتكبها الروس في الشيشان”. وكان جيريمي كورباين من بينهم. هل يمكن أن يكون هو وآخرون بصدد عمل الشيء نفسه من أجل المدنيين السوريين؟ لماذا لا يفعلون؟
المركز الصحفي السوري _ صحف