قال الملا حسن روحاني يوم الثلاثاء ٣ يوليو في اجتماع صحفي في مدينة برن عاصمة سويسرا ردا على مساعي الحكومة الامريكية لتوقيف صادرات النفط الإيراني: ” لايوجد معنى في الاساس بأن يتم تصدير نفط المنطقة ولا يتم تصدير النفط الإيراني واذا استطعتم افعلوا هذا الأمر لتروا نتائجه “.
العديد من الخبراء والمتتبعين السياسيين والصحفيين اعتبروا تصريح الملا روحاني تهديدا باغلاق مضيق هرمز.
التهديد باغلاق مضيق هرمز من قبل النظام الديني ليس موضوعا جديدا. هذا البحث كان مطروحا بشكل كبير لاول مرة زمان حرب الثمان سنوات بين #إيران والعراق وطبعا هذا التهديد لم يطبق بشكل عملي أبدا. خلال فترة حكم الرئيس السابق محمود احمدي نجاد تم طرح هذا الموضوع مجددا مع تزايد العقوبات ولكن لم يكن لهذا الموضوع أي اجراء عملي وبعدها أتى خامنئي خانعا ذليلا وضعيفا جدا إلى طاولة المفاوضات مع القوى العالمية من أجل رفع العقوبات. وكان ناتج المحادثات هو ما يعرف بالاتفاق النووي، الذي كان هو نفسه مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المذكور قد أصبح جثة هامدة.
هذه المرة تم طرح موضوع اغلاق مضيق هرمز من قبل حسن روحاني.
بعد تهديد حسن روحاني، وجه قاسم سليماني قائد قوات فيلق القدس الارهابية رسالة شكر لروحاني حول تصريحات الأخير بشأن عواقب ونتائح العقوبات النفطية على إيران اعتبر تلك التصريحات مصدرا للعز والفخار. الحرسي سليماني كتب في نهاية رسالته التي نشرت مع توقيع «اخوكم قاسم سليماني»: “أقبّل يديك من أجل هذه الكلمات التي أتت في الموقع الحكيم والمناسب والصحيح، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة من أجل كل سياسة تخدم مصلحة النظام الاسلامي”.
الحرسي سليماني برسالة شكره لروحاني ألبس تهديده السياسي لباسا عسكريا واعطى هذه الرسالة لجمهوره ليظهر أن تهديد رئيس الجمهورية ليس مناورة فارغة بل هو تهديد حقيقي. في وسائل الإعلام، سمعنا خطابات تهديد من أعضاء آخرين في النظام، بما في ذلك علي مطهري، نائب رئيس برلمان النظام، الذي هدد بإغلاق مضيق هرمز.
فيما يتعلق بهذا التهديد كان هناك ردات فعل مختلفة من قبل مسؤولين مختلفين في النظام الإيراني. بما فيهم على خرم الذي يعرف نفسه في وسائل الاعلام الخاصة به على أنه خبير في السياسات الخارجية وفيما يتعلق بتهديد الملا روحاني قال: رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية ينبغي عليهم التعليق في هذا الخصوص هل هذه التصريحات تعني اغلاق مضيق هرمز واعلان صراع عسكري أم لا. لكني أعتقد أن رد فعل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على كلمات روحاني هو أنهم اعتبروا هذه الكلمات بمثابة تهديدات عسكرية، وحتى أنهم صرحوا بأننا قادرون من وجهة نظر عسكرية على الحفاظ على بقاء مضيق هرمز مفتوحا.
ويذهب الخبير ليقول ما إذا كان روحاني قد فكر بالفعل في هذا الأمر من قبل أم لا وهل نسق إذا تم تطبيق هذا التهديد بالفغل، فإن إيران سوف تنجر لصراع عسكري. ومن ثم يجب السؤال عما إذا كانت إيران قادرة على إبقاء مضيق هرمز مفتوحًا أم لا؟ يجب أن ندرس تصريحات روحاني هذه من وجهة نظر عسكرية، ويجب أن تعلن الحكومة موقفها الرسمي في هذا الشأن.
من ناحية أخرى، لم يترك المسئولون الأمريكيون تهديد روحاني بلا رد. المتحدث باسم القيادة المركزية بالجيش الأمريكي بيل أوربين مصرحا لـ(اسوشيتد برس)، قال إن الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين “مستعدون لضمان حرية حركة الملاحة البحرية ودوران التجارة الحرة وفقا لتراخيص القانون الدولي”.
لكن ماهي الحقيقة؟
الحقيقة هي أنه بسبب العقوبات واثارها المدمرة جميع مسؤولي النظام السياسيين منهم والعسكريين تخبطوا جميعا وكان لهم ردات فعل مختلفة لعلهم يجدون طريقا للنجاة من هذه المهلكة. أول وأكثر خصلة معروفة لدى الملالي وقادة قوات الحرس في نظام ولاية الفقيه هو «تهديد وابتزاز» المجتمع الدولي والمنطقة. طريقة يتمسك بها النظام دائما من أجل تغطية وإخفاء أزماته الداخلية. التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة هو أحد تلك الطرق نفسها. الإصرار على استمرار الحرب في سوريا والدعم العسكري والمالي للحوثيين في اليمن وميليشيات العراق وحزب الله اللبناني كلها ناجمة عن نفس هذه الطريقة والاسلوب.
الحقيقة المحضة هي ان الملالي بعد ٦ اشهر من استمرار #الانتفاضة في داخل البلاد والامتياز والدعم الدولي للمقاومة والبديل الحقيقي لهذا النظام يروون أن سقوطهم قد اقترب ولهذا السبب يتشبثون بكل شيء من أجل الخلاص من هذا المأزق.
لاسيما فيما يتعلق بالتجمع العظيم للإيرانيين و #المقاومة_الإيرانية يوم ٣٠ حزيران في باريس والدعم الدولي الواسع للمقاومة الإيرانية الامر الذي جعل نظام الملالي يقع في دائرة الرعب والخوف أكثر فاكثر. النظام باللجوء لتنفيذ عمل ارهابي أراد منع عقد هذا التجمع.
لكنه لم يكن موفقا في ذلك وتم اعتقال دبلماسييه الارهابيين. لذلك من أجل جبران وتعويض هذا الفشل الكبير سعى للتهديد باغلاق مضيق هرمز ليبتز بذلك المجتمع الدولي ولكن حري على المجتمع الدولي وبشكل خاص دول المنطقة أن لا تلتفت لتهديد النظام هذا الذي يتجه نحو السقوط وبدلا من ذلك أن يدعموا الشعب والمقاومة الإيرانية حتى يتمكنوا من خلال نفس هذا الدعم ومن خلال الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية أن يسقطوا هذا النظام القمعي والازمات التي خلقتها ولاية الفقيه الحاكمة في إيران وحتى يعود الهدوء والسلام والاستقرار إلى إيران والمنطقة.
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد