قـــــراءة فــي الصحــف
تحدثت صحف عربية وغربية عن الغضب الشديد الذي أظهره المحتجون في شوارع نيويورك، بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
البداية من صحيفة “20 مينيت” (20 دقيقة) الفرنسية التي نشرت تقريراً تقول فيه، في الوقت الذي يخرج فيه أغنياء “الشارع الخامس” في المدينة للسهر ومشاهدة المسرحيات، يخرج المتظاهرون الغاضبون في المدينة للاعتصام أمام برج ترامب، رافعين شعارات تعبر عن رفضهم للرئيس المنتخب.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن الآلاف من المتظاهرين، وغالبيتهم من الطلبة، خرجوا تعبيرا عن غضبهم من فوز ترامب أمام برجه الزجاجي في نيويورك، وكان على رأس هذه التظاهرة مجموعة كبيرة من الفتيات والنساء، اللاتي رفضن كيفية معالجة ترامب للعديد من المسائل، وأبرزها توجهاته الجنسية المتطرفة، وعدم اهتمامه بموضوع الاحتباس الحراري وحماية المناخ، بالإضافة إلى تهربه الضريبي.
ومن أبرز الشعارات التي رفعها المتظاهرون، والتي لقيت صدى كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت “ترامب ليس رئيسي”.
وقالت بروك، وهي طالبة في تخصص التواصل الدولي: “أنا لا أخشاه، ولكني هنا لأني أعلم أن الكثيرين يخشونه، لذا يجب أن يتغير الكثير من الأشياء”، كما تأسفت هذه الفتاة التي تبلغ من العمر 21 سنة، للانقسام الموجود في بلادها.
وبحسب رأيها، فإن هناك الكثير من الانقسامات في الولايات المتحدة. وقالت: “هنالك هوة كبيرة بين الأديان، وبين مختلف الأعراق”، وأضافت: “كما أني لم أتفاجأ بفوز ترامب، فهذه حرب الأبيض ضد الأسود أوباما، وترامب لا يمثل إلا نفسه. كل ما في الأمر أننا توقعنا فوز هيلاري، ولكن أخطأنا التقدير”.
كما نقلت الصحيفة الفرنسية وجهة نظر آشلي، الذي جاء من فلوريدا من دون شعارات ولا رايات ليرفعها، ولكن فقط ليعبر عن رفضه لترامب، فقال: “على الرغم من أني جمهوري، إلا أني معارض شرس لترامب، فهو ليس رجل المرحلة”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الجديد غادر صباح يوم الخميس الطابق العلوي من الجناح رقم 58، قبل أن يستقل الطائرة الشخصية لمقابلة باراك أوباما في واشنطن.
وقال ديفيد، رسام الصور المتحركة:”نأمل أن يعود إلى بيته، وألا يمسك بزمام الأمور، نريد أن نظهر معارضتنا له، لأننا بأمثاله سنفقد ثقة العالم”.
بدورها تناولت وكالة فرانس برس الفرنسية للأنباء المقابلة التلفزيونية للرئيس المنتخب “دونالد ترامب”، التي لم تحمل ما يخفف من مواقفه التي أعلنها خلال حملته الانتخابية، إذ أكّد على معارضته للإجهاض وتأييده لحيازة الأسلحة النارية، طالباً من المتظاهرين المنددين بوصوله إلى الرئاسة، عدم “الخوف” من ولايته.
وسعى ترامب، خلال مقابلة لشبكة “سي بي إس”، أمس الأحد، إلى تهدئة التوترات التي تسود البلاد منذ إعلان فوزه الثلاثاء الماضي، قائلاً “لا تخافوا، سنقوم بإصلاح بلادنا”، مشدداً على أنّه يجب الانتظار للتأكد من نواياه، خصوصاً تجاه إضعاف حقوق الأقليات.
ودان الرئيس الأميركي المنتخب أي اعتداء ضد الأقليات في الولايات المتحدة، وذلك بعدما تم تسجيل عشرات الاعتداءات منذ انتخابه رئيساً، بحسب ما أفادت المعارضة الديمقراطية وجمعيات، متوجهاً لمرتكبي هذه الاعتداءات الجسدية أو التهديدات بالقول “لا تفعلوا ذلك، هذا فظيع، لأنني سأعيد توحيد البلاد، توقفوا، أشعر بالحزن حيال ما يحصل”.
وأكّد ترامب نيته طرد نحو ثلاثة ملايين شخص دخلوا إلى الولايات المتحدة بطرق غير شرعية، وأظهر من جهة أخرى نوعاً من المرونة في تعاطيه مع ملف نظام التأمين الصحي المعروف باسم “أوباما كير” الذي يواجه انتقادات شديدة.
وعلى صعيد التعديلات القانونية، أكّد ترامب عزمه على تسمية قضاة في المحكمة العليا يعارضون الإجهاض ويؤيدون حيازة الأسلحة النارية، موضحاً أنّ “القضاة سيكونون من المعارضين لسياسة الإجهاض”. وأشار إلى أنّهم سيكونون “مؤيدين بشكل كبير للتعديل الثاني” للدستور الأميركي، بما يجيز الحق لكل مواطن أميركي بحيازة سلاح ناري.
واعتبر ترامب أنّ “الكلمة الفصل في موضوع الإجهاض يجب أن تعود إلى الولايات التي من المفترض أن يختار كل منها التشريع الخاص بها”، موضحاً أنّه “لا ينوي إعادة النظر في زواج مثليي الجنس”.
المركز الصحفي السوري _ صحف