تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” عن سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتعامله مع الهجمات التي تتم من قبل مسلمين، والهجمات التي يتعرض لها المسلمون، والتي كان آخرها حادثة مسجد فنسبري.
وقالت الصحيفة في تقريرها: “عندما وقعت الهجمات الإرهابية في باريس بشهر نوفمبر/ تشرين ثاني 2015، غرد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بعد نحو ثلاث ساعات ونصف من وقوعها. وفي الشهر التالي، علق ترامب في تغريدة له على إطلاق نار جماعي في سان برناردينيو بولاية كاليفورنيا بعد نحو 90 دقيقة من بدء الحادثة. كما استغرق الأمر أقل من 12 ساعة ليعلق ترامب على حادثة فقدان طائرة مصرية في مايو/ أيار 2016، بعد الشكوك بارتباطه بالإرهاب”.
وتابعت: “وفي وقت سابق من هذا الشهر، عندما توجه “إرهابيون” يقودون سيارة، ودهسوا المارة على جسر لندن الشهير، نشر ترامب تغريدة قال فيها: يجب أن تكون “ذكيا ويقظا وصعبا”، حتى قبل أن تحدد السلطات البريطانية إذا ما كانت دوافع العمل إرهابية أم غير ذلك”.
وأول أمس، قتل رجل وأُصيب 8 أشخاص بجراح خطيرة، بعد دهس رجل مصلين مسلمين لدى خروجهم من مسجد في شمال لندن بشاحنة فان، ووصفته رئيسة الوزراء تيريزا ماي بأنه هجوم إرهابي “مقزز” على مسلمين، مثل هجوم جسر لندن، وهجوم جسر ويسمينستر.
وفي حين أن ترامب قام بتوجيه تعازيه لضحايا الهجوم على الجسرين (لندن، ويسمينستر) الذي ارتكبهما أفراد على صلة بتنظيم الدولة، لم يكتب ترامب أو يغرد عن الهجوم الذي وقع بحق المسلمين وهم خارجون من المسجد.
واستخدم ترامب في يوم وقوع الحادث” تويتر” عدة مرات كانت:
1 – تغريدات من جزأين دفاعا عن “نجاحه” السياسي.
2- استطلاع للرأي يكشف أنه أكثر شعبية مما هو عليه.
3- إعادة تغريدة لابنه ينتقد فيها سياسة باراك أوباما.
4- إعادة تغريدات لأمور تنتقد وسائل الإعلام.
5- الثناء على منطقة كامب ديفيد، حيث أمضى عطلة نهاية الأسبوع.
6- أعاد نشر رسالة “يوم الأب السعيد” للبيت الأبيض في الصباح.
السؤال الكبير الهام هو لماذا ترامب لا يبالي حتى اللحظة للاعتراف بهذه الهجمات؟
أحد التفسيرات المحتملة، بحسب الصحيفة الأمريكية، هو أن ترامب يرى الهجمات التي يقوم بها متطرفون مسلمون، من خلال عدسة أيديولوجية مناهضة للغرب، لكنه في الوقت ذاته ينظر إلى الهجمات على المسلمين باعتبارها أمورا فردية من الجهات الفاعلة.
وتقول الصحيفة إن ظهور تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة أدى “إلى تعزيز فكرة وجود مجموعات فرعية منظمة من المسلمين تركز على سياسة العنف”.
وتضيف: “وبغض النظر عن تلك الجماعات، يمكن التعامل مع هجمات مثل تلك التي وقعت على جسر ويستمنستر أو في ملهى ليلي في أورلاندو بصفة فردية شاذة، على نحو يعامل فيه الهجوم على المسلمين في لندن بشكل مختلف في بعض الدوائر”.
وأشارت إلى أن “هناك تيارا قويا غير منظم يهاجم المسلمين في المجتمعات الغربية يجعل المسلمين هدفا للعنف، لكنها غير معروفة كمجموعة إرهابية منسقة”.
وبينت أنه “يتم عرض الهجمات التي يرتكبها مسلمون على اعتبار أنها جزء من هويتهم الإسلامية، لكن الهجمات على المسلمين تعتبر بأنها منفصلة عن هوية الجناة”.
وأوضحت أن “ترامب لديه افتراض عن المسلمين ليس موجودا عن البيض الذين يرتكبون الجرائم في كانساس وبورتلاند ومسجد لندن”.
وقالت في ختام التقرير: “اعتمدت حملة ترامب الرئاسية -ومن ثم رئاسته- على فكرة أن أمريكا تتعرض للتهديد من قبل الإرهاب والجرائم، وهي وجهة نظر تتداخل بالضرورة مع التاريخ الأمريكي المعقد. هذا هو السبب الآخر لتسليط ترامب الضوء على الأعمال الإرهابية التي تتم من قبل المسلمين، ويتجاهل ما يحدث ضده، وقد جنى ثمار سياسية منه”.
“يرى ترامب الإرهاب من خلال عدسة خاصة جدا، وفاز بالرئاسة من خلال توضيح تلك العدسة”.
عربي 21