كتبت سارة إليزابيث ويليامز في “ذا غلوبال اند ميل”
أميمة القاسم امرأة صريحة وجريئة، تخرجت من كلية الحقوق في سوريا وتعمل متطوعةً في مجال الصحة النفسية في جمعية خيرية في الأردن؛ كندا تتطلع لاستقبال لاجئين أمثال القاسم، لكن المشكلة أن أميمة ليست مهتمة باللجوء.
أميمة (26 عامًا) هي واحدة من مجموعة سوريين لا يرغبون بالذهاب إلى كندا ويرفضون أن يصبحوا مقيمين دائمين فيها، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن ثلاث عائلات فقط من ضمن 10 يقبلون إعادة التوطين في كندا.
حواجز أسرية وثقافية
أيوفة ماكدونل، مسؤولة العلاقات الخارجية في منظمة الأمم المتحدة للاجئين (UNHCR)، قالت “بعض العائلات مازالت تأمل أن تعود إلى الوطن وبعضهم الآخر يراودهم القلق من الاندماج في بلد آخر ومن ضمنه تعلم اللغة”.
عندما تواصلت الأمم المتحدة مع والد أميمة القاسم، ترك القرار لها بما أنها أكبر أولاده، وقالت إن عليها أن تفكر كأم بعد وفاة والدتها التي كانت سترفض.
وأضافت أميمة للصحيفة “نحن في الأردن منفصلون عن إخوتنا في سوريا، إذا ذهبنا إلى كندا فهذا يعني أننا سنترك أخانا وزوجته وطفلهما، لا أريد أن أشتت العائلة بقدر أكبر”.
وتلعب الحواجز الثقافية دورًا في القضية، فرغم أن أميمة قالت إنها لاتشعر بالأمان في الأردن وإن “حياة اللاجئين هي مثل جهنم”، إلا أنها تخاف ألا ترتاح في كندا.
وأضافت أميمة “حتى مع خروجنا إلى الأردن خسرنا تواصلنا مع ديننا، فكيف سأربي إخوتي الصغار في ثقافة جديدة ولغة جديدة لا أفهمها”.
العودة إلى الصفر
والد أميمة كان موظفًا في الحكومة وكانت أوضاعهم جيدة ولكنهم عادوا إلى مرحلة الصفر في الأردن ويعانون لجلب الطعام إلى المنزل، لكن أميمة تعتقد أنها ببقائها في الأردن ستكون من بين الأوائل الذين سيعودون إلى سوريا ليعيدوا إعمارها عندما تنتهي “الحرب الأهلية” هناك.
يعيش عماد الخلف في عجلون في الأردن وهو أب لأربعة أولاد من حمص، وقد رفض أيضًا إعادة التوطين في كندا لخوفه من عدم قدرته على تعلم اللغة وتأمين عائلته هناك.
يعتقد عماد أن ابنه محمد (20 عامًا)، الذي أطلقت عليه قوات الأمن الرصاص وتسببت في شلله، لن يستطيع العمل أو الزواج كونه لايستطيع الحركة.
الخوف من المجهول
محمد بعكس والده بدأ بتعلم الإنكليزية والبحث عن الحياة في كندا قبل أن يتخذ والده القرار بعدم الذهاب، ويعتقد أنه يمكن أن يكون له فرصة بتحقيق أحلامه والحصول على شهادة جامعية والزواج في كندا، ولكن قرار والده كان نهائيًا.
قال عماد “نحن خائفون من المجهول”، ولذلك يفضل حياته في الأردن والمعونات والدعم المالي المقدر بـ 290 دولارًا، الذي تقدمه له الأمم المتحدة، على أن يعاد توطينه في كندا.
عمر شحادة يعيش في جرش ويعمل في مجال البناء، أخذ نفس القرار وقال إنه يفضل العيش مع من يشبهه من العرب على أن يذهب إلى ثقافة جديدة، مضيفًا أن قراره عززه أصدقاؤه الذين يشكّون بالتزام كندا باللاجئين بعد إعادة التوطين.
وختم عمر “الناس يقولون إن الحكومة الكندية ستهتم بنا لمدة شهر فقط، ومن ثم تتركنا ولذلك يرفض الناس الذهاب إليها”.
ولفتت السيدة ماكدونالد إلى أن “معظم الذين يقبلون بإعادة التوطين لتأمين حياة أفضل لأولادهم”.
عنب بلدي