منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011م، وبشار الأسد شبيح الشرق الأوسط يحظى برعاية خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، رغم كل التصريحات العبثية الصادرة من البيت الأبيض عن ضرورة “رحيل الأسد” وتصريحات أوباما عن أن استخدام عصابة بشار للأسلحة الكيميائية بمثابة “خط أحمر” لن يسمح لبشار بتجاوزه!
استخدمت أمريكا مبدأ جوزيف جوبلز وزير الدعاية والإعلام في حكومة ألمانيا النازية بقيادة هتلر “اكذب ثم اكذب ثم اكذب، فإنك لابد واجد من يصدقك”! فادعت أنها ضد بقاء بشار الأسد، بينما تمده بالسلاح والمال… ادعت أنها مع سوريا ديمقراطية بينما تدعم أكبر ديكتاتور عرفه التاريخ… ادعت أنها تحترم خيارات الشعوب… فانتهكت خيار الشعب السوري الذي رفعه ملايين السوريين: بدنا حرية.
يوم استخدم بشار الأسد السلاح الكيميائي 21 آب/ أغسطس 2013م ضد أهل الغوطة وجلهم أطفال ونساء تجاوزوا الألف وخمسمائة ضحية، توقع أنصار أمريكا بالعالم العربي أن تتحرك الأساطيل والجيوش للقبض على بشار… فقد تجاوز الخط الأحمر الذى تحدث عنه أوباما… ومرت الأيام دون أن تتحرك أمريكا… وزعم البيت الأبيض أنه يحقق في الأمر… ثم تحول الموضوع إلي كوميديا سوداء… صاغته الدعاية الأمريكية هكذا: “اتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة باستخدام الكيماوي”!
ازداد بشار شراسة بعد محرقة الكيماوي، وأخذ يلقي ببراميل البارود بالليل والنهار فوق المستشفيات والمنازل والمساجد والمدارس، وعلي الأرض يرتكب زبانيته مجازرا مروعة بحق السوريين في كل الأماكن ويمارسون التعذيب الذي يُفضي للموت في المعتقلات عن طريق قطع الأعضاء وفقء العيون وبقر البطون، لم يهتز جفن بشار لأنه يمتلك صك الغفران الأمريكي، الذي يُخوّل له إبادة المسلمين في سوريا وإحلال شيعة إيران وأفغانستان والعراق ولبنان وباكستان محل السكان الأصليين، تمامًا كما فعلت عصابات الأنجلو ساكسون مع الهنود الحمر.
والسؤال الذي يطرح نفسه… لماذا هذا الاستقتال الأمريكي في دعم بشار الأسد؟
والإجابة يحددها مفهوم الأمن القومي الأمريكي الذي يضع أمن إسرائيل في قمة هرم أولوياته، وبالتالي فإن الأمريكان يرون أن بشار موظف الاستخبارات الأمريكية يحافظ علي أمن إسرائيل، وترك الجولان المحتل الذي باعه والده المقبور حافظ الأسد في إطار صفقة يتولي خلالها رئاسة سوريا، وبالتالي إقامة دولة إسلامية علي حدود إسرائيل بمثابة الكارثة الكبرى، لأنه عقب انتصار الثورة ستتوجه الأنظار إلى الجولان المحتل والمطالبة باعادته، كما أن الأيديولوجية الإسرائيلية الراديكالية، تقوم على كتابات توراتية موغلة في الإقصاء والتطرف، وترى أن “مملكة الرب” تشمل سوريا.
إن سقوط بشار الأسد يعني سقوط كل الديكتاتوريات العربية، وهذا يعني طرد عملاء أمريكا من السلطة، وهو سيناريو يسعي البيت الأبيض لمنعه بكل قوة حتى لو تنكر لكل الخطابات الزائفة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة.
لا شك أن طريق الثورة السورية معبّد بالأشواك… لكنها حتما ستنتصر… فهذا وعد الله لعباده الذين أطلقوا شعارهم الخالد: يا الله ما لنا غيرك يا الله.
ترك برس