البهارات والأطعمة الحارة مرتبطة بثقافتنا كما بالعديد من البلدان الأخرى، الحارة منها على وجه الخصوص. حبال الفلفل المجفف الأحمر المعلقة على الأسطح والشرفات، وسلال البهارات الأسطوانية التي تملأ الأسواق كمثال، مشهدٌ مألوفٌ في البلاد العربية تركيا والهند وغيرها. ولكن لماذا تميل هذه البلدان إلى تقديم المزيد من الأطعمة المحملة بالتوابل؟
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
لسنواتٍ اشتبه علماء الأغذية في أن التوابل قد تفيد في مضادات الميكروبات في هذه البلدان، حيث تنتشر الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية.
ومع ذلك، كشفت دراسة جديدة زيف هذه النظرية، كتب موقع INVERSE مقالا عنه اليوم، اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف.
نُشر بحثٌ يوم الخميس الفائت في مجلة Nature Human Behavior فحص فيه فريق الدراسة 33750 وصفة من 70 مطبخا، تحتوي على 93 نوعا مختلفا من التوابل، بحثاً عن العلاقة الحقيقية بين التوابل وطهاتهم. ما اكتشفوه كان شبكة دائمة التعمق من العلاقات الثقافية المتشابكة.
قال ليندل برومهام، المؤلف الأول للدراسة وأستاذ علم البيئة والتطور في الجامعة الوطنية الأسترالية، “النظرية هي أن الأطعمة الغنية بالتوابل تساعد الناس على البقاء في المناخات الحارة، حيث يمكن أن يكون لخطر العدوى من الطعام تكلفةٌ كبيرةٌ من حيث الصحة والبقاء. لكننا وجدنا أن هذه النظرية لا تصمد”.
توجد الأطعمة الغنية بالتوابل في البلدان الأكثر حرارةً، لكن تحليلنا لا يقدم سببا واضحا للاعتقاد بأن هذا هو في الأساس تكيفٌ ثقافيٌّ لتقليل مخاطر العدوى من الطعام.
لفحص العلاقة الحقيقية بين التوابل والمناخ، استكشف الفريق أكثر من 33 ألف وصفةٍ و 93 نوعا من التوابل من جميع أنحاء العالم، ولكل نوعٍ من المأكولات، نظراً إلى استخدام التوابل لكل وصفة، والربط بين استخدام التوابل لكل وصفةٍ مع عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
عرّف الفريق التوابل على أنها “مكونٌ يُضاف إلى طبقٍ بكمياتٍ صغيرةٍ نسبيا، ليضفي نكهةً أو لوناً أو الرائحة، وليس لقيمته الغذائية أو الطبية الكبيرة.
ومن خلال تحليلهم، وجد الفريق العديد من الارتباطات التي بدت وكأنها يمكن أن تفسّر وجود الأطعمة الغنية بالتوابل في البلدان الدافئة، لكنها كانت بعيدةً عن أن تكون سببيةً.
على سبيل المثال، وجدوا أن انتشار حوادث الطرق كان مرتبطا باستخدام التوابل أكثر من ارتباط انتشار الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، وهو تفسير يشير إليه برومهام بأنه غير محتملٍ.
يوضح برومهام: “هذا لا يعني أن الطعام الحار يقصر من العمر الافتراضي أو يجعلك تصطدم بسيارتك. بدلا من ذلك، هناك العديد من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية التي يتم قياسها جميعا معا.”
لكن في النهاية، لم تثبت هذه التفسيرات أيضا. على وجه الخصوص، تم دحض الحجة القائلة بأن المأكولات الأكثر توابلا مرتبطةٌ باحتياجات مضادات الميكروبات، بعد العثور على القليل من الأدلة المترابطة عن المضافات الغذائية الأخرى، مثل الكحول أو الخل التي تستخدم في الطهي أيضا في البلاد الحارة.
قال برومهام: “الأطعمة الغنية بالتوابل لا تفسر بالتباين في المناخ أو كثافة السكان أو التنوع الثقافي، ولا يبدو أن أنماط استخدام التوابل مدفوعةٌ بالتنوع البيولوجي، ولا بعدد المحاصيل المختلفة المزروعة، ولا حتى بعدد التوابل التي تنمو بشكلٍ طبيعيٍّ في المنطقة”.
تؤدي الأسئلة العلمية في بعض الأحيان إلى أسئلةٍ أكثر من الإجابات، ولكن هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا.
في المستقبل، يكتب المؤلفون أن تطوير طرق أكثر تعقيدا للنظر في هذه الأسئلة الثقافية سيكون ضروريا للعثور على إجاباتٍ أكثر دقة، وكذلك تضمين مجموعات بياناتٍ أكثر تمثيلا. فقط من خلال تصوير التنوع الثقافي بدقةٍ، بدلا من تبسيطه، يمكننا أن نأمل في فهمه بشكل أفضل.
في حين أن هذه الدراسة لا تقدم نتيجةً واضحةً بحد ذاتها، إلا أنها تثير أسئلة مهمة حول عدد المرات التي ندمج فيها الارتباط الثقافي مع السببية وكيف أن حل هذه المشكلات يتطلب يقظةً مستمرةً لصرف تحيزاتنا أو افتراضاتنا.
ترجمه بيان آغا بتصرف
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع