المركز الصحفي السوري
د. محمد مرعي مرعي
منذ أن زار حافظ الأسد محافظة ادلب في بداية انقلابه 1970 أعلن موقفا عدائيا تجاهها تحكمه الأحقاد والضغائن التي تسيطر على نمط شخصيته إزاء كل من يقول له (لا )، وهذا ما تجلّى على الملأ حين رماه شعب ادلب بالبندورة والبيض خلال تلك الزيارة الوحيدة له ولوريثه. بعد زيارته ، قرر حافظ الأسد الانتقام من محافظة ادلب عبر اقصاء كل شخصياتها الوطنية وشرفائها وأصحاب الكفاءات فيها من أي موقع مسؤولية في الدولة ، ومنع تنميتها ولم يبن أي منشأة صناعية أو زراعية أو تجارية فيها باستثناء معمل الغزل والنسيج و الكونسروة في ادلب المدينة بمعية بناء تلك المعامل في جبلة وتم تعيين معظم موظفي المعملين من أبناء الأقليات الشيعية والعلوية وغيرهم في المحافظة الذين تحكّموا في مقدرات إداراتها ، كما لم يوافق هو ووريثه على إحداث أي منشأة أخرى خلال 40 عاما في تلك المحافظة التي تعد السادسة من حيث عدد السكان على مستوى سوريا وقبل اللاذقية ، واستبعد حافظ الأسد أبناء العائلات التاريخية واستبدلهم بمرتزقة من أبناء الريف والبدو الرحل لتمثيل المحافظة في كافة الوظائف الكبرى باستثناء شلّة من المرتزقة الذين انخرطوا معه فيما يسمى أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ولا يمثلون سوى أنفسهم وأسرهم ، فيما كوّع ابنه بشار بتوصية منه واعتمد على بعض أبناء الأسر الكبيرة من مدينة ادلب لكسب ولاء ثلاثي العائلات ( دويدري/بركات / المعلم ) من خلال غياث بركات وانتقم الوريث من أبناء الريف الادلبي كما انتقم أبوه من أبناء مدن المحافظة . في أعوام 1980 ، انتقم حافظ الأسد من محافظة ادلب شر انتقام مستذكرا كل قرص بندورة أو بيضة رماها الشعب على رأسه ، وقادت قطعان وحداته
العسكرية بإشراف، توفيق صالحة ،على حيدر ،مصطفى طلاس ،حكمت الشهابي ،عبد الحليم خدام ،رفعت الأسد ،شفيق فياض وحمدو حجو من معرة مصرين وغيرهم من المجرمين، حرب إبادة شاملة ضد أهل جسر الشغور الذين دفنوا منهم 250 شخصا أحياء بالقرب من معمل السكر المجاور للمدينة ، وأبادت قطعانه ما رأته من شعب أعزل في جبل الزاوية ومعرة النعمان وكفر تخاريم وسرمدا وتفتناز واريحا وحارم وغيرها من البلدان ، وأعطى تعليمات إجرامية لقطعانه بإبادة كل من لا يخضع لإرهابه من سكان محافظة ادلب مستعينا أيضا بمرتزقة من أبناء تلك المحافظة لا مجال لذكرهم هنا . حاليا ، ما يفعله الوريث بشار هو تكملة لعقد الحقد والكراهية التي تكنّها سلطة تلك العائلة ضد سكان محافظة ادلب، ولن تتوانى تلك السلطة ومرتزقتها من الشبيحة وأسيادها المجوس الشيعة عن ارتكاب أفظع الجرائم جراء حقد تاريخي انغرس في العقل الباطن لدى أفراد عائلة الأسد ومرتزقتها وأسيادها كون أبناء المحافظة يسلكون طريق رفض قطعي لسلطة تلك العائلة على حكم سوريا وجاهروا ويجاهرون بذلك صراحة دون خوف أو تردد منذ 1970 . لقد أظهر ثوار ادلب ومن معهم من ثوار سوريا بطولات لا مثيل لها لتحرير المدينة في 5 أيام وستتحرر بقية المحافظة قريبا ردا على حقد وانتقام سلطة آل الأسد تجاههم بشكل خاص . وهذا العداء التاريخي الذي ينتاب سلطة عائلة الأسد تجاه سكان محافظة ادلب سيدفعها لارتكاب أفظع الجرائم بحق ذلك الشعب ، لذلك نطلب من أبناء محافظة ادلب اليقظة التامة والحذر الشديد لتجنّب جرائم سلطة تلك العائلة بحقهم ، ورد الصاع عشرة أمثاله لقطعان سلطة أل الأسد وشبيحتها من أبناء المستوطنات الطائفية الكريهة وأشباههم ، والتعامل بلا شفقة مع مرتزقة المجوس الشيعة الذين استقدمهم لقتل أبناء المحافظة وسكان سوريا الآخرين . وحرى هنا ، أن يتدارك أبناء المحافظة فورا إلى بناء مؤسسات وطنية يقودها أصحاب الكفاءات والشرفاء منهم مع أمثالهم من أبناء الوطن ، واستبعاد تام لمرتزقة الائتلاف وملحقاته الفاسدة ، بحيث تليق تلك المؤسسات الثورية بشهدائهم في سبيل إزالة تلك العائلة من حكم سوريا ، ولتكون نواة بناء سوريا الجديدة وتعميم نجاحاتها لاحقا على المحافظات المحرّرة الأخرى .