وصفت مصادر دبلوماسية غربية وعربية البيان الطويل الصادر عن وزارة الخارجية السعودية والذي يتضمن ثمانية وخمسين دليلا على تورط إيران في الإرهاب، بأنّه سابقة في تاريخ المملكة.
وكان لافتا في البيان تذكير الإدارة الأميركية بالعمليات الإرهابية التي تقف خلفها إيران والتي استهدفت عسكريين ومواطنين أميركيين، خصوصا في لبنان.
وقالت هذه المصادر إن لهجة البيان، خصوصا لجهة الربط بين إيران والنشاطات الإرهابية لمجموعات شيعية وأخرى سنّية مثل “القاعدة”، فاجأت الإيرانيين، خصوصا أنّه تضمّن معلومات دقيقة عن النشاطات التي تمارسها إيران منذ خمسة وثلاثين عاما.
ورجحت أن تكون اللهجة السعودية الجديدة وراء اعتذار “المرشد” الإيراني علي خامنئي بطريقة غير مباشرة عن إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد بعد إعدام السلطات في المملكة رجل الدين السعودي نمر باقر النمر.
واعتبر خامنئي أمس أن إحراق السفارة والقنصلية “أضرّ بالمسلمين وبإيران”.
وجاء هذا الكلام التراجعي لخامنئي ليؤكّد أن رد الفعل السعودي على إحراق السفارة والقنصلية فعل فعله. ولاحظت المصادر نفسها أنّ “المرشد” كان أعلن مباشرة بعد إعدام النمر، وهو مواطن سعودي شيعي، أن “القدرة الإلهية ستقتص” من القيادة السعودية.
وأشارت إلى أن أكثر ما فاجأ طهران، إضافة إلى الربط بين الإرهاب الإيراني و”القاعدة”، اتهام النظام بعمليات محددة مثل تفجير الخبر في العام 1996 الذي قتل فيه مواطنون وعسكريون أميركيون.
وعكس ما تضمّنه البيان استعدادا سعوديا للذهاب بعيدا في المواجهة مع إيران وعدم الاكتفاء بقطع العلاقات الدبلوماسية معها.
وأوضحت أن من الدلائل على ذلك، إيراد البيان نشاطات إرهابية لإيران في مناطق مختلفة من العالم خارج السعودية.
وأشار البيان في هذا الصدد، بعد اعتباره النظام في إيران “الدولة الأولى الراعية للإرهاب والداعمة له في العالم”، إلى أنّه “في العام 1982، تمّ اختطاف 96 مواطنا أجنبيا في لبنان بينهم 25 أميركيا، في ما يعرف بأزمة الرهائن التي استمرّت عشر سنوات”.
ورأى البيان أن “جلّ عمليات الخطف قام بها حزب الله والجماعات المدعومـة من إيران”.
وأضاف البيان أنّه “في العام 1983، فجر حزب الله السفارة الأميركية في بيروت في عملية دبّرها النظام الإيراني. وتسبب ذلك في مقتل 63 شخصا في السفارة”.
وزاد أنّه في 1983 أيضا “قام إسماعيل عسكري إيراني الجنسية والذي ينتمي إلى الحرس الثوري بتنفيذ عملية انتحارية في بيروت دبرتها إيران على مقرّ مشاة البحرية، ونجم عن ذلك مقتل 241 وجرح أكثر من مئة من أفراد البحرية والمدنيين الأميركيين، وهو ما وصفته الصحافة الأميركية بأنه أكبر عدد يتعرض للقتل خارج ميادين القتال”.
واستعرض البيان السعودي ما وصفه بـ”ورقة حقائق، مدعومة بالأرقام والتواريخ، توضـح حقيقة سياسات إيران العدوانية على مدى 35 عاما”، أسمـاها “سـجل النــظام الإيـراني في دعم الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم”.
وأشار البيان إلى أن إيران “أسست العديد من المنظمات الإرهابية الشيعية داخلها (فيلق القدس وغيره) وفي الخارج، حزب الله في لبنان، وحزب الله الحجاز، وعصائب أهل الحق في العراق، وغيرها الكثير، والعديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما فيها الحوثيون في اليمن”.
المصدر: صحيفة العرب