تراجعت المخرجة السورية رشا شربتجي عن إنجاز الجزء الثاني من مسلسل “كسر عضم” الذي حقق نجاحا لافتا وجدلا واسعا، وصوّر قليلا من استبداد وفساد حكومة النظام وأجهزتها الأمنية وتجارتها بالمخدرات، لتعود وفقا لمصدر محلي أمس، لإنتاج مسلسلات شامية قديمة، لتبتعد بها عن ملامسة واقع الناس الحالي الذين يرون فيها وضع للملح على الجرح.
الخبر نقلته شبكة “إي تي سوريا” دون ذكر توضيحات كثيرة أو تفاصيل، لكن بدا جليا أنه انعطاف خاطف عن التقدم في تصوير الواقع السوري الذي يعاني من مشاكل متعددة بدءا من الحاجة لرغيف الخبز، وصولا لمشكلة جوازات السفر والهجرة، وما بينهما من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وتهجير داخلي وخارجي، يقف النظام السوري أمامه دون أي محاولة للإصلاح.
“مربى العز” هو المسلسل الشامي الذي سيجمع بين كاتب مسلسل “كسر عضم ” علي صالح، الذي ستنتجه شبكة mbc السعودية الذي جاء بديلا عن دخولها الشراكة مع شركة الصباح من جديد، و المخرجة شربتجي التي أنتجت مسبقا مسلسل حارة القبة الذي من المتوقع تصدر شخصيتين منه لمشروع شربتجي وصالح الجديد.
تعود شربتجي من جديد لإخراج المسلسلات الشامية التي أدت لانحدار المستوى الثقافي والاجتماعي في تصويرها للبيئة الشامية بطريقة مغايرة جذريا لما كانت عليه حقيقة، و لعل هذا الهروب من شربتجي، هو خطوط حمراء وضعت لها عقب “كسر العضم” الذي أحدث جدلا كبيرا خلال نشر حلقاته في رمضان الفائت، وتناقل أنباء عن اعتقالات للممثلين، ما دعا شربتجي للخروج مع كادر التصوير لأخذ سيلفي لنفي هذه الشائعات، إلا هذا العكوف للوراء، ما الذي يتوقع أن تقدمه شربتجي من جديد لتصويرالبيئة الشامية وما هي الأفكار التي يمكن مناقشتها مع عشرات المسلسلات المصورة سابقا؟!
للتعرف على السلاح الذي يستخدمه النظام السوري ضد الهاربين ويكافئ فيه شركاءه في اضغط هنا
صالح علي الذي اتهمه فؤاد حميرة بسرقة النص مع شركة الإنتاج يبدو أنه قد أخذ بعيدا عن الكتابة في الأحداث الساخنة التي تشهدها البلد، من فساد الضباط والمسؤولين وانتشار المخدرات ورغبة الشباب بالهجرة خارج سوريا لسوء المعيشة الخانقة والقاضية على أي حلم يرمي إليه الشباب.
مقال رأي فني/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع