يأتي رمضان على سورية هذه السنة ليس برائحة “عرق السوس” أو “التمر هندي” والمعروك والقطايف والعوامة.. بل تستقبل المدن السورية رمضان بقصف هنا وغارات هناك، تفجير أمام جامع، قصف لمشافي ومدارس ومباني سكنية.
سيستقبل السوريون رمضان وموائدهم خالية حتى من الفرح، إدلب الذي جعلها النظام في عهدة بطشه إجرامه ولم ينسها منذ أسبوع بقصفه المتواصل ولم يهدأ ولم يكل أو يمل.
تلمس العالم أجمع ليلةَ أمس هلال شهر رمضان أما إدلب فكانت تلملم أشلاء اليأس وتراقب الموت والدماء والدمار بعد الغارات العشر للطيران الحربي عليها عصر أمس، شهيدان وأكثر من ثلاثين جريحا يضاف إلى الشهداء والجرحى الذين قضوا خلال أقل من أسبوع لتصبح الحصيلة 67 شهيدا وأكثر من 230 جريح وأضرار مادية تفوق الوصف، هناك محال تجارية حرقت بالكامل وبيوت دمرت وأقبية غصت بالخائفين.
فتلك المنطقة التي استهدفها الطيران لم تكون إلا سوقا للأقمشة والمفروشات وتجهيزات المنازل وهذا ما ساعد على احتراقها بعد غارات الأمس.
ومع كل تلك الخسائر لم يثبت من عزيمة أصحاب المحلات إلى ترميم محلاتهم وإصلاحها وجرد ما تبقى من بضائع، ولكن الخوف يتملك الجميع.
في هذا المساق دعت “منظمة التعاون الإسلامي” النظامَ لهدنة في سورية خلال رمضان ووقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، حقنا لدماء السوريين ولتوصيل المساعدات الإنسانية وللتخفيف من معاناتهم وظروفهم الصعبة وذلك حسب ما جاء على لسان الأمين العام للمنظمة إياد أمين.
وطالب رئيس الحكومة السورية المؤقتة “جواد أبو حطب” المجتمع الدولي، بحماية المناطق الخاضعة تحت سيطرت الجيش الحر، من قصف قوات النظام وروسيا.
فيما طالب بحماية المنشآت والمرافق الصحية والتعليمية وكافة التجمعات المدنية في المناطق المحررة من القصف الهمجي الذي يقوده النظام وروسيا.
ولكن حتى لو وافق النظام على الهدنة خلال الشهر الفضيل فقد تعرضت اتفاقات سابقة إلى خروقات متكررة مؤكدا النظام بذلك عدم التزامه بمقررات مؤتمر فيينا الأخير لدول مجموعة الدعم، الذي عقد قبل أكثر من أسبوعين.
ولكن يبقى الأمل بالهدنة – القشة التي ينتظرها السوريون في شهر الخير والرحمة والغفران.
المركز الصحفي السوري– أسماء العبد