في ظل ظروف الحرب والتهجير وتحول الشمال السوري إلى تجمع سكني مكتظ بالمدنيين، جعل نسبة كبيرة من الشباب يعانون من البطالة والجلوس في المنزل على الألعاب الإلكترونية أو برامج دردشات لجمع كوينزات “عملات الكترونية” وبيعها.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
سلمى” اسم مستعار”، تزوجت بشاب من أبناء مدينتها في الشمال السوري ورزقا بطفل صغير، لكن الزواج انتهى نهاية مروعة.
“دام زواجنا سبع سنوات، كان لزوجي بعض الأملاك ثلاثة بيوت ومحلان تجاريان، أغلب وقته في المنزل بلا عمل والوقت مقلوب لا تدري متى يبدأ يومنا نهاراً أم ليلاً، كنت تأقلمت على عدم انتظام يومنا ولم أكن ألح عليه للعمل عله يعمل من تلقاءِ نفسه”.
“بدأ زوجي ببيع الأملاك واحداً تلو الآخر، ليغطي التزاماتنا وحاجياتنا، كلما انتهى المبلغ انتقلنا لبيع ملكيةٍ ما، لم يتبق لنا غير منزلنا الذي نعيش فيه”.
تحكي سلمى وكأنما سكاكين في عنقها والكلمات بالكاد تخرج من فمها، قائلة “التفت زوجي للعبة البوبجي ليلاً ونهاراً، ننام ونستفيق على اللعب، بدأت اطلب منه الخروج أو تفكير بفتح عملٍ خاص به لكن دون جدوى”.
“كان رجلاً غير مبال ولا يهتم، بدأت بافتعال المشاكل عله يجدي نفعاً ولكن دونما فائدة، وأصبح يحب اللعب بغرفة بمفرده وعند دخولي يقفل هاتفه، انتابني الشك وبحثت حول الأمر لأتبين أنه يكلم فتاة عرفها بلعبة “البوجي”.
تكمل ودموعها غمرت عيناها قائلة: “فاتحته بالأمر وبدأ بإنكار ما رأيت وهو يردد أنت امرأة شكاكة، ليكبر الأمر ويتحول للضرب. كانت تلك أول مرةٍ أتلقى منه ضرباً، فكأنه جن عند معرفتي بالأمر”.
“أخذتُ أشيائي ولجأت لأهلي شاكية لهم ما حصل، وانتهى زواجنا بالضرب والإهانة بعدما كانت بدايته حب كبير كعقدةٍ لا يمكن حلها وحلت”.
“لا تنكر سلمى خطأها بعدم منع زوجها من بيع الأملاك وهدر نقوده بدلاً من الاستفادة منها، ويعمر بيتهم ورزقهم أكثر، وتضع اللوم على نفسها في هذا، فالبطالة جعلت من رجل عاقل رجلاً يبرح امرأته ضرباً”.
بلغت نسبة البطالة لعام 2021حسب استبيان فريق الاستجابة سوريا، قرابة ٨٥ بالمائة للشبان في عمر الخامسة العشرون وما فوق، مما يزيد حجم المعاناة والمشاكل الأسرية في معظم البيوت.
بقلم: فاطمة براء
المركز الصحفي السوري