أفاد ناشطون في حمص أن اشتباكات جرت خلال الأيام الماضية بين عناصر الأمن العسكري وميليشيات “جيش الدفاع الوطني” التي يتزعمها صقر رستم على خلفية تلكؤ النظام بصرف رواتبهم منذ بداية العام الحالي.
وذكر الناشط راكان الحمصي لـ”زمان الوصل” نقلا عن شاهد عيان أن الاشتباكات العنيفة تسببت بقطع الشوارع المحيطة بحي الزهراء الموالي للنظام، وإغلاق المحلات التجارية نتيجة اشتداد الاشتباكات خلال أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء الماضية بين ميليشيات الدفاع الوطني وعناصر الأمن العسكري وبخاصة في شارع اسكندرون.
جاء ذلك عقب اجتماع فاشل جرى في مقر الشركة السورية للغاز الذي تحول إلى ثكنة عسكرية.
وكشف الناشط أن عناصر في الميليشيات “المتمردة” على النظام بدأ يطلق الشتائم بحق صقر رستم، بعد تأكدهم من أن لا حل يلوح بالأفق فيما يخص دفع مستحقاتهم الشهرية المتراكمة منذ عدة أشهر.
كما أكد أن الشتائم طالت أيضا عناصر مفرزة الأمن العسكري المتواجدين في المكان، فتطور الأمر إلى اشتبكات مسلحة نتج عنها وقوع العديد من الإصابات بين الطرفين، قبل أن يتدخل مباشرة رئيس فرع الأمن العسكري بحمص، حيث وعدهم بأن تحل “مشكلتهم” في القريب العاجل.
وقال رئيس الفرع موجها كلامه للميليشيات المتمردة على نظامه حسبما نقل شاهد العيان: “رواتبكم راح تقبضوها .. بس بدي قلكن لا تخلوهن (…..) يشمتوا فينا لأنو معركتنا معن (…..) معركة مصيرية يا نحن .. يا هنن (….) افهموها بقا”.
وفي السياق نفسه أكدت مصادر خاصة من حمص لـ”زمان الوصل” أن عددا من النساء المنتسبات لميليشيا “الدفاع الوطني” رفضن تسليم أسلحتهن إلى النظام بعدما تظاهرن أمام المقر الرئيسي للميليشيات المذكورة في حي النزهة الموالي.
وذلك احتجاجا على عدم تسليمهن الرواتب منذ أربعة أشهر، الأمر الذي خلق حالة من الإرباك لدى النظام حسبما ذكرت المصادر.
ويتقاضى المرتزق من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” راتبا شهريا يتراوح مابين 35 و75 ألف ليرة.
ويعزو مراقبون ذلك إلى حالة غير مسبوقة من الإفلاس المالي، وصل إليها نظام الأسد في الآونة الأخيرة بسبب طول مدة الحرب التي يشنها على الشعب السوري التي دخلت في شهر آذار/مارس الماضي عامها الخامس.
وأشار المراقبون إلى أن الدعم المادي الذي كانت تتلقاه هذه الميليشيات من رجال الأعمال بدأ يتضاءل بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة.
بينما لفتت مصادر مطلعة إلى أن الميليشيات الطائفية التي استقدمها النظام متمثلة بعناصر ميليشيا حزب الله والمرتزقة الشيعية من أفغانستان والعراق وغيرهم، يتقاضون رواتبهم بشكل منتظم عبر الدعم المالي المستمر الذي يتلقاه الحزب المذكور من إيران.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني قد أشار مؤخرا إلى أن بلاده دعمت نظام الأسد منذ عام 2011 وحتى نهاية العام المنصرم بما مجموعه 4,5 مليار دولار.