حاكم مصرف لبنان المركزي يدعو الدولة إلى وضع خطة في ظل تفاقم الأزمة المالية.
مع اقتراب توقف الدعم الموجه للمواد الغذائية الأساسية، تخطط الحكومة اللبنانية لاعتماد بطاقة تموينية تسمح بوصول الدعم مباشرة إلى العائلات الفقيرة، لكن ذلك قد يفتح الباب أمام أزمة إنسانية كبيرة في البلاد مع ارتفاع أعداد المهددين بالجوع إلى 100 ألف لبناني، وذلك بسبب مخلفات جائحة كورونا وفشل الحكومات المتعاقبة في وضع سياسة اجتماعية ذات جدوى.
وكشف رياض سلامة حاكم مصرف لبنان المركزي أن الدولة اللبنانية تتجه لفرض بطاقة اجتماعية للمواطنين لتأمين الموارد الغذائية، وذلك في وقت يستعد فيه المصرف لرفع الدعم عن السلع الأساسية التي يدعمها في مدة أقصاها شهران.
وأكد سلامة الثلاثاء أن البنك المركزي غير قادر على إبقاء دعم السلع الأساسية لأكثر من شهرين آخرين، وأن على الدولة وضع خطة في ظل تفاقم الأزمة المالية.
وينذر رفع الدعم والاستعانة ببطاقة تموينية بتوترات اجتماعية وانعكاسات على الطبقة الوسطى والفقيرة كما العُمّالية.
وكان مسؤول أميركي -رفض ذكر اسمه- تحدث قبل أسابيع لـ”العرب” بعد زيارة أداها إلى لبنان، حيث قال إن “مئة ألف عائلة لبنانية لن تجد قريبا ما تسد به جوعها”.
وخسر عشرات الآلاف من اللبنانيين مصدر رزقهم أو جزءا من مداخيلهم جراء الأزمة التي دفعتهم إلى النزول إلى الشارع، ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتلاحقة.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسن دياب قد حذر في مقال بصحيفة واشنطن بوست من أن لبنان معرض لمواجهة أزمة غذائية كبرى وأن عددا كبيرا من اللبنانيين قد يجدون صعوبة قريبا في توفير ثمن الخبز بسبب الأزمة المالية الحادة التي تعيشها البلاد وتداعيات جائحة كوفيد – 19.
وقبل أشهر قليلة، حذرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من أن نحو مليون نسمة في منطقة بيروت لا يملكون المال الكافي لتأمين الطعام، أكثر من نصفهم من الأطفال المهددين بالجوع جراء الأزمة الاقتصادية.
وأوردت المنظمة في تقرير لها أنه يوجد في بيروت الكبرى “910 آلاف شخص، بينهم 564 ألف طفل، لا يملكون المال الكافي لشراء احتياجاتهم الرئيسية”.
ويشهد لبنان انهيارا ماليا غير مسبوق، وتعثرا في سداد ديونه الضخمة، حيث أصاب الشلل القطاع المصرفي وسجل التضخم ارتفاعا حادا.
ولا يزال الشارع اللبناني متوجّسا من إعلان المصرف المركزي رفع الدعم عن السلع الرئيسية المستوردة، وأبرزها القمح والأدوية والحبوب والوقود بمختلف أنواعه، وسط مخاوف من زيادة الجوع في بلد أصبح نصف سكانه من الفقراء.
نقلا عن صحيفة العرب