فرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة في بلدة القاع المتاخمة للحدود مع سوريا بعد التفجيرات الانتحارية التي حدثت فيها. وبينما قال رئيس الوزراء اللبناني إن التفجيرات ربما تكون مقدمة لموجة عمليات, اعتُقل 103 لاجئين سوريين في حملة استهدفت مخيمات شرقي لبنان.
ورغم أن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أكد أن الانتحاريين الثمانية الذين فجروا أنفسهم على دفعتين فجر ومساء الاثنين قدموا من داخل سوريا وليس من مخيمات اللجوء شرقي لبنان, نفذ الجيش عمليات دهم لمخيمات وتجمعات اللاجئين السوريين واعتقل 103 منهم بحجة مخالفة قوانين الإقامة.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إن عمليات الدهم شملت مخيمات السوريين في بلدات الطيبة والحمودية ويونين وتل أبيض والحديدية ودورس.
وأضاف بيان الجيش أن وحداته “أوقفت خلال هذه العمليات 103 سوريين لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية، وضبطت بحوزتهم تسع دراجات نارية وسيارتين من دون أوراق قانونية، كما أوقفت لبنانييْن لحيازتهما بندقية من نوع كلاشينكوف ومسدسا حربيا”.
وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد تفقده بلدة القاع إن اللجنة الوزارية المختصة في الحكومة تبحث صيغة لإقامة مناطق آمنة تشجع اللاجئين السوريين على العودة إلى أراضيهم.
وأثارت التفجيرات حالة من الخوف في بلدة القاع, واضطر عدد من سكانها لحمل السلاح تحسبا لوجود مزيد من المهاجمين في بلدتهم.
موجة عمليات
وقد عبّر رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام خلال اجتماع لمجلس الوزراء عن تخوفه من أن تكون تفجيرات القاع بداية لموجة من “العمليات الإرهابية” في مناطق لبنانية مختلفة. وقال سلام إن لبنان يواجه شكلا جديا من الصراع مع الإرهاب.
وعبر سلام عن خشيته من موجه هجمات, بينما يعتقد مسؤولون أمنيون في لبنان أن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراء التفجيرات في القاع.
من جانبه قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إن معظم “الانتحاريين” الذين نفذوا الهجمات أتوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللاجئين في لبنان.
في السياق قال رئيس بلدية القاع بشير مطر لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم تأجيل جنازات القتلى الخمسة الذين سقطوا جراء التفجيرات إلى أجل غير مسمى بدلا من عصر الثلاثاء.
وشهدت بلدة القاع في السنوات الثلاث الماضية سلسلة مواجهات بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة من تنظيم الدولة تتمركز في الجبال الفاصلة بين لبنان وسوريا.
المصدر : الجزيرة + وكالات