وضعت طهران لبنة أخرى في صرح إلحاق لبنان بدولة “ولاية الفقيه” وتحويله إلى محمية تابعة لخامنئي، عبر منح الإيرانيين امتيازا جديدا لا يحظى به اللبنانيون أنفسهم.
فقد أكدت مصادر إيرانية مختلفة أن الإيرانيين المسافرين إلى لبنان باتوا يتمتعون بمعاملة استثنائية، تتمثل في عدم ختم جوازات سفرهم سواء عند الدخول أو الخروج من لبنان، ما يكمل فصول تحويل الأخير إلى ما يشبه “مزرعة سائبة” لصالح إيران و”رعاياها”.
فقد أكد اثنان من المحللين السياسيين الإيرانيين وجود قرار بعدم ختم جوازات الإيرانيين الداخلين إلى لبنان أو الخارجين منه، منوهين بأن الخطوة من شأنها أن تزيد من حرية الحركة لعناصر مليشيا الحرس الثوري، وتخفف من أي مسعى لكشف تحركاتهم باعتبارهم متسهدفين بالعقوبات الأمريكية.
وقد نسب المحلل الإيراني “رامان غفامي” قرار عدم ختم جوازات الإيرانيين من قبل لبنان إلى السفارة اللبنانية في طهران، مشيرا إلى القرار أخذ طريقه إلى التنفيذ منذ 3 أيام، وقد وافقه في ذلك المحلل والصحافي المعروف “أمير طاهري” الذي أبدى استهجانه من إجراء كهذا يعكس أكثر من مجرد احتلال إيراني للبنان، لأنه حتى الدولة الخاضعة للاحتلال تختم جوازات الداخلين والخارجين.
وقد عادت “زمان الوصل” إلى وسائل الإعلام الرسمية أو المقربة من نظام الحكم في طهران، فوجدت بالفعل خبرا على وكالة “إيسنا” الطلابية المعروفة بأنها صوت من أصوات خامنئي وحرسه الثوري.
وأكدت “إيسنا” في خبر مقتضب أن جوازات الإيرانيين لن تختم بعد اليوم، سواء عند دخولهم أو خروجهم من لبنان، وفقا لسفارة لبنان في طهران.
وأفاد مصدر في السفارة لـ”إيسنا” أن جوازات سفر الإيرانيين كانت تختم سابقا لدى دخولهم لبنان، أما اليوم فقد تم إلغاء ختم الجوازات “من أجل تسهيل رحلتهم وزيادة رفاهية الركاب الإيرانيين”، حسب ما ورد في خبر الوكالة.
وقد مر خبر إعفاء جوازات الإيرانيين من أختام الدخول الإيرانية في لبنان.. مر على أصحاب القرار في لبنان (رئيسا ورئيس حكومة وبرلمان) وكأنه شأن إيراني يفضل أن لا تتدخل بيروت فيه أو تعلق عليه.
ووحدها “المديرية العامة للأمن العام” التي يترأسها لواء شيعي المذهب، سارعت لنفي الخبر ولكن على طريقتها التي تستغبي الجمهور، إذ قالت إن خبر إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان “عار من الصحة”.
ثم عادت “المديرية” مباشرة لتأكيد ما نفته واعتبرته “عاريا من الصحة”، فقالت إنها –أي مديرية الأمن العام “تعتمد إجراء متاحاً أمام رعايا عدد من الدول الوافدين إلى لبنان والراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلة ترفق بجوازات سفرهم”.. وهو عين ما جاء في الأخبار المتناقلة عن أن الأختام اللبنانية لن توضع بعد اليوم على جوازات سفر الإيرانيين، ولم يقل أحد أن الإيرانيين باتوا يدخلون ويخرجون بدون أختام إطلاقا (على جوازات أو أوراق منفصلة)، لأن هذه المرحلة لم تأت بعد ولكن يبدو أنها ليست ببعيدة.
وتذكر “زمان الوصل” بهذه المناسبة أن الإجراء الذي اعتمده لبنان مؤخرا بخصوص الإيرانيين، هو إجراء معمول به في دولة الأسد منذ أيام حافظ، حيث كان -وما زال- عدد كبير من عناصر الاستخبارات والمليشيات الإيرانية يدخلون إلى سوريا ويخرجون منها دون أن تختم جوازاتهم، ودون أن يمروا على المنافذ التي يفترض أن يدخل منها أي مسافر.
المصدر : زمان الوصل