عاد الهدوء إلى منطقة خلدة بعد اشتباكات بين مناصرين لحزب الله وآخرين من العشائر العربية في خلدة أسفرت عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. ورافق تشييع الشاب عمر غصن من عرب خلدة إطلاق عيارات نارية بشكل كثيف، ثم توجيه الرصاص مجددا إلى “سنتر شبلي” في خلدة التابع لأحد المقربين من حزب الله والذي احترقت أجزاء كبيرة منه وطال الحريق تعاونية “الرمال” في الطابق الأرضي.
واشترطت العشائر العربية لسريان التهدئة عدم عودة علي شبلي إلى خلدة، في وقت وُجهت انتقادات إلى أداء حزب الله بعد صدور حكم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ يصر أنصار الحزب على استفزاز جمهور “تيار المستقبل” وعدم إقامة أي اعتبار لأهالي الضحايا والإصرار على رفع لائحة للمتهم سليم عياش في حاروف أو في خلدة، مستفيدا من فائض القوة بدل العمل على ضبط مثل هذه التصرفات التي تثير النعرات والشحن الطائفي والمذهبي.
وعلى خلفية الإشكال، أعلنت قيادة الجيش أن الجيش اللبناني أوقف أربعة أشخاص بينهم اثنان من الجنسية السورية، وتجري ملاحقة باقي المتورطين في الإشكال لتوقيفهم. وأوضحت أن وحدات الجيش قامت بإعادة فتح الطرقات التي تم إقفالها في مناطق خلدة والناعمة وقصقص والحيصة – عكار.
أما “عشائر عرب خلدة” فأصدرت بيانا، أشارت فيه إلى أنه “في أسوأ الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي يمر فيها لبنان، وعشية تفجير عاصمته بيروت ومرفئها، وفيما نحن بأمس حاجة إلى تكاتف وتضامن لتأكيد حيادية لبنان ونأيه عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية”، أقدمت عناصر من “حزب الله على ارتكاب مجزرة آثمة في حق مجموعة من شباب عرب خلدة، وذلك بإطلاق النار عليهم أثناء تجمعهم في حيهم (حي العرب)، ما أدى إلى استشهاد شابين وجرح عدد آخر، ما دفع بشباب العشائر العربية مكرهين إلى الدفاع عن كرامتهم ورد هذا الاعتداء عنهم”.
وأكدت أنها “كانت ولا تزال وستبقى متجذرة في خلدة وفي كل لبنان منذ مئات السنين، فإنها في الوقت ذاته تعتبر نفسها مكونا أساسيا في المجتمع اللبناني، وداعما تاريخيا لدولة القانون والمؤسسات والجيش اللبناني، وهذا ما يفسر حرصها الدائم على السلم الأهلي في لبنان طالما الأمر لا ينتقص من كرامتها”.
من جهته، اعتبر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد أن “اشتباكات خلدة والتوترات المتنقلة بين منطقة وأخرى، إنما هي نتيجة للاحتقان الطائفي والمذهبي”، محملا “قوى منظومة السلطة المسؤولية عما حصل لكونها قد عمدت خلال الفترة الأخيرة إلى تصعيد حدة التعبئة والشحن طائفيا ومذهبيا”.
أما الوزير السابق أشرف ريفي فغرد قائلا: “كل التعازي للضحايا الذين سقطوا غدرا من أهلنا في العشائر العربية بخلدة. ونقول لكم يا أهلنا، أهل الرجولة والكرامة، مهما كان الاستفزاز والاستكبار، فالدولة تبقى الحامية لنا. وبالنهاية أمنكم مسؤولية الدولة، ولن يصح إلا الصحيح. ليل الإرهاب الإيراني في نهايته وفجر الوطن قريب بإذن الله”.
نقلا عن القدس العربي