شهدت العاصمة اللبنانية بيروت صباح الإثنين، هدوءا حذرا عقب مواجهات ليلية بين مناصرين لحزب الله وحركة أمل، ومتظاهرين قطعوا جسر فؤاد شهاب (الرينغ)، وسط دعوات من ناشطين لتنفيذ إضراب عام.
وليلة الأحد/الإثنين، دارت مواجهات في ساحة رياض الصلح وجسر الرينغ وسط بيروت، مناصري “حزب الله” و”أمل”، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص بجروح، قبل أن تسيطر القوى الأمنية على الموقف، وفق المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني.
وأفادت مراسلة الأناضول، أن الخلاف جاء نتيجة اعتبار العناصر الحزبية الثورة سبب أزمة لبنان، وأن القوى الأمنية تدخلت على الفور للفصل بين الطرفين.
يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات للحراك الشعبي إلى تنفيذ إضراب عام، تحت مظلة العصيان المدني، ويحمل شعار “البلد مقفل حتى تشكيل حكومة”، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
ويتابع اللبنانيون، حركة الإضراب الذي دعا إليه ناشطو الحراك الشعبي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وبدت حركة الشارع في العاصمة اللبنانية طبيعية إذ فتحت المصارف أبوابها كما المدارس رغم دعوات الإضراب.
إلى ذلك تم قطع بعض الطرقات بالإطارات المشتعلة في مدينة بعلبك (بقاع لبنان) في ساعات الفجر الأولى ثم أعيد فتحها من قبل الجيش.
كما فتح الجيش الطريق الرئيسي في الشوف (محافظة جبل لبنان)، والطريق الرئيس في منطقة جونية (شمال بيروت).
ووصلت قوة من الجيش اللبناني في هذه الأثناء، إلى مدخل مدينة طرابلس الشمالية حيث يعمل أحد الضباط على التفاوض مع المواطنين لإعادة فتح الطريق.
ولا تزال الطريق الفرعية التي تربط طرابلس (شمال لبنان) بالعاصمة بيروت مقطوعة بالاتجاهين، وسبق أن قطعت ليلا بالإطارات المشتعلة احتجاجا لما حصل مع المحتجّين وسط بيروت.
كما قطع المتظاهرون الطريق في محلة القنطاري باتجاه الحمرا (غربي بيروت).
أمّا في صيدا (جنوب)، شلّ الاضراب العام المدينة تلبية لدعوة المحتجين في الساحات.
وفي صور (جنوب)، فتحت الإدارات الرسمية والخاصة أبوابها أمام المواطنين، بالإضافة إلى المصارف الّتي تتابع أعمالها بالشكل المعتاد.
وتندرج هذه التحركات في إطار ممارسة الضغط على السلطة من أجل تحقيق أهداف المحتجين، بما فيها استشارات نيابيّة فوريّة لتشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام مُحدّدة من خارج مكوّنات الطبقة الحاكمة.
فيما ظهرت الأضرار المادية التي خلّفتها المواجهات الليلية، حيث أحرق مناصرو حزب الله وحركة أمل خيم بعض المحتجّين، مرددين هتافات داعمة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بينها “الله ونصرالله والضاحية كلها”، بالإضافة إلى هتافات “شيعة شيعة”.
في حين أدّى المتظاهرون النشيد الوطني اللبناني مردّدين هتافات “ثورة ثورة” و”ثوار أحرار”.
واستخدم الجيش اللبناني وقوى مكافحة الشغب القنابل المسيِّلة للدموع للفصل بين الجانبين وتفريقهم.
وللشهر الثاني على التوالي تشهد البلاد حراك شعبي، يطالب بتشكيل حكومة تكنوقراط ترتكز مهمتها الأساسية في إجراء إصلاحات تنقذ البلاد من المأزق السياسي والاقتصادي.
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية 1975 – 1990.
المصدر الأناضول