بيروت- ” القدس العربي “:حزمت رئاسة الجمهورية أمرها وقرّرت تحديد يوم الخميس في 25 حزيران/يونيو الحالي موعداً للقاء وطني في قصر بعبدا ، وقد حدّدت الرئاسة هدف هذا اللقاء بـ ” التباحث والتداول في الأوضاعالسياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفادياً لأي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمّرة للوطن، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها”.
ووجهّت المديرية العامة للمراسم في رئاسة الجمهورية دعوات خطية باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمدعوين إلى اللقاء وهم 20 شخصية: رئيسا المجلس النيابي ومجلس الوزراء، رؤساء الجمهورية السابقون، رؤساء الحكومة السابقون، نائب رئيس مجلس النواب، رؤساء الأحزاب والكتل الممثلة في مجلس النواب.
ولوحظ أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يحاول مؤازرة الرئيس عون في إنجاح اللقاء وتأمين حضور كل المدعوين وخصوصاً من معارضي العهد ، وهو التقى لهذه الغاية رئيس ” تيار المردة ” سليمان فرنجية في عين التينة الذي سبق أن قاطع آخر اجتماع دعا إليه عون.وبعد اللقاء،قال فرنجية “الرئيس نبيه بري بيمون على أكثر من حوار، ولكن ليس هو من يدعو إلى بعبدا بل هو من بلّغنا به”، معتبراً أن “الأهم اليوم هو التضامن الوطني للخروج من المرحلة الصعبة وسنقرّر لاحقاً ما إذا كنا سنشارك بلقاء بعبدا ونحن ندرس الموضوع”.
وكان نجل فرنجية النائب طوني فرنجية الذي شارك في لقاء عين التينة ردّ على سؤال عن إمكانية مشاركته بلقاء بعبدا ” اسألوا بيّي أنا منّي معزوم “.
وفي زيارة تظهِر حجم التقارب بين الرجلين ، توجّه فرنجية إلى بيت الوسط للقاء الرئيس سعد الحريري ولبّى دعوته إلى الغداء.ولدى سؤال الحريري إذا كان بإمكان فرنجية أن يقنعه بالمشاركة في اجتماع بعبدا قال “يمكن يقتنع فرنجية برأيي “.ومن المعروف أن رؤساء الحكومات السابقين سيتخذون مطلع الأسبوع المقبل قرار المشاركة من عدمها في اللقاء الوطني في بعبدا علماً أن المؤشّرات لا توحي بإيجابية نحو المشاركة.فالرئيس تمام سلام أكدت مصادره أنه ” لا يشارك في لقاء استعراضي لن يتخذ قرارات حقيقية، منها ما كان يجب ان يُتخذ مثل التشكيلات القضائية التي يعتبرها سلام من أبرز مقتضيات بناء الدولة والقضاء المستقل”. وأشارت المصادر إلى ” أن سلام يتساءل: الحوار حول ماذا؟ هل حول خطة الكهرباء التي تراجعوا فيها عن قرار لمجلس الوزراء بتأجيل بناء معمل سلعاتا؟ أم عن تعيينات المحاصصة الواضحة؟”، مضيفاً ” ما لم تكن هناك خطوات عملية مباشرة للحوار لإنقاذ البلاد مما تتخبّط فيه، فلا جدوى للحوار “.
كذلك اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي ” أن الحوار من دون رؤية واضحة وجدول أعمال محدد، أو لمجرد اللقاء والاستعراض، ليس مفيداً، لا بل سيحبط اللبنانيين أكثر مما هم محبطون “.
وكما من عين التينة كذلك من بيت الوسط ،لم يؤكد فرنجية مشاركته في لقاء بعبدا من عدمه ، وقال ” مازال هناك وقت مع تشديدنا على أهمية اللقاء الوطني وضرورة الوفاق الوطني “، مؤكداً ” أن الاتفاق يجب أن يكون حقيقياً لا شكلياً وحواراً فارغاً “.وحول ما إذا كانت زيارته إلى بيت الوسط بهدف تعويم الرئيس الحريري أجاب ” الرئيس الحريري ليس بحاجة إلى تعويم ، وممثلو السنّة الحقيقيون ليسوا ممثلين في الحكومة مع احترامي للرئيس حسان دياب وهذا اعتراف بمكانة الحريري “. ويبدو أن فرنجية ينتظر قرار رؤساء الحكومات السابقين لتحديد موقفه، لأنه في حال غياب المكوّن السنّي الأساسي قد لا تستمر الدعوة الى اللقاء.
ويذهب البعض إلى الاعتقاد أن رئيس الجمهورية يرغب في استثمار الصورة الجامعة للقيادات السياسية في بعبدا أمام المجتمعين العربي والدولي، وأن توقيت الدعوة جاء في لحظة حرجة بالنسبة إلى الحكم والحكومة وحزب الله في ظل الأزمة الخانقة وبعد بدء تطبيق قانون ” قيصر “ وإشراك الجميع في تحمّل المسؤولية.
وفي مشهد يؤكد على وضع الرئاسة المأزوم وضيق الصدر في موضوع الحريات، تمّ صباح الخميس توقيف أحد الناشطين المدعو ميشال شمعون بطريقة بوليسية من قبل جهاز أمن الدولة بسبب فيديو يشكو فيه من أداء الرئيس عون ومن تهديده بملاحقة كل من يخالفه الرأي.واحتجاجاً على التوقيف تجمّع عدد من الشبّأن أمام سراي جونية وسدّوا الطريق بالعوائق لعدم السماح بنقل المعتقل إلى مكان توقيف آخر.واستغرب المحتجون كيف تستقوي الدولة على البعض وتوقفهم بطريقة غير قانونية فيما تتفرّج على من يعتدون على وسط بيروت ويقومون بالتكسير وإحراق المحلات.
نقلا عن الشرق الاوسط