يمضي “حزب الله” في مهمّة تشويه صورة الثورة السورية في دفاعه عن النظام السوري وحليفه بشار الأسد بأي وسيلة متوفّرة. جديد هذه الشيطنة توظيف شبكة الاتجار بالبشر التي تم كشفها في لبنان وتقديمها كنتاج الثورة في سورية، وهو ما عبّر عنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة (الكتلة النيابية والوزارية للحزب) الوزير محمد فنيش.
خلق فنيش ربطاً بين شبكة الاتجار بالبشر وثوار سورية، إذ اعتبرها “واحدة من إفرازات ما يسمى بالثورة أو المعارضة السورية، إذ أصبح البعض يجوّز لنفسه أن يضع يده كملك يمين أو سبي على بعض الفتيات، مستغلاً الوضع الأمني وبؤس بعض العائلات، ليبيعهن في سوق النخاسة”.
واتبع زميله في الكتلة النائب نواف الموسوي الطريق نفسه عندما أشار أيضاً إلى أنه “تبين أن سبي النساء في سورية كان له شركاء في لبنان، حيث إن هناك من كان يسبي وما زال في سورية ومن ثم يبيع سبيه إلى شبكات البغاء والدعارة في لبنان”، معتبراً “أنه بفضل يقظة حزب الله تم إنقاذ 75 فتاة”.
اللافت أيضاً تفادي مسؤولي “حزب الله” التطرّق إلى قضية الحكم الصادر عن محكمة التمييز العسكرية بحق مستشار الأسد، الوزير السابق ميشال سماحة، بالسجن لمدة 13 عاماً، بعد إدانته بالتحضير لأعمال إرهابية بعد أن عمل على إدخال متفجرات من سورية إلى لبنان بالتنسيق مع رئيس مكتب الأمن القومي السوري، علي المملوك.
وفي ما يخص الملفات السياسية المطروحة على طاولة البحث الداخلي، قال رعد إنّه “لا يوجد فريق يعطل انتخاب رئيس بالمعنى السياسي والعملي، بل هناك طاولة حوار ينبغي أن تنتهي إلى نتائج في كل النقاط التي يجري التحاور حولها، ثم نبدأ بتنفيذها واحدة تلو الأخرى”، ولو أنّ “حزب الله” وحليفه النائب ميشال عون يعطّلان الانتخابات الرئاسية بفعل التغييب المستمر عن جلسات الانتخاب.
وفي موقف آخر، اختار رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، هاشم صفي الدين، استغلال ملف الفساد لمخاطبة جمهور الحزب، فأشار إلى أنّ “الفساد المستشري في مرافق وأجهزة الدولة أمر كبير، وهذا الفساد ليس موجوداً من اليوم، وإنما كان موجوداً منذ فترة من الزمن، ولكن ظهر منه في هذه الأيام هذه المشاهد البشعة وهذه المصاديق الشنيعة، وهو يدل على شيء واحد، في أن الذين ادعوا لسنوات أنهم بنوا دولة ووطناً، لم يبنوا لا دولة ولا وطناً”. وهاجم صفي الدين خصومه السياسيين من دون أن يسميّهم، معتبراً أنّ هؤلاء “قامت كل سياساتهم على صفقات البيع وشراء المواقف، وكانوا يدفعون لبعض الناس والسياسيين والمأجورين لكي يغطوا لهم عوراتهم وأخطاءهم واشتباهاتهم ومفاسدهم، فهذه هي الدولة التي يتحدثون عنها”.