بيروت- ” القدس العربي” : في وقت تستمر الحكومة اللبنانية في تخبّطها، يترقّب البعض ما تخطّط له إسرائيل من خلال تعميم خارطة أهداف من 28 موقعاً لحزب الله تضم نقاط اطلاق وتخزين لصواريخ بين الأحياء السكنية وقرب مؤسسات تعليمية و استشفائية .
وفي محاولة لتفادي الانزلاق الكبير نحو الانهيار يستمر نداء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول فك الحصار عن الشرعية وطلب مساعدة الأمم المتحدة لتطبيق حياد لبنان بالتفاعل.وقد انتقل الراعي بعد ظهر الأربعاء إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون وشرح أهمية هذا النداء إنطلاقاً من كونه يمثّل مبادرة إنقاذية، فيما أوساط الرئيس عون أشارت إلى أنه أكد للراعي ” أن التوافق بين المكوّنات اللبنانية هو الأساس لأي خيار يتناول الواقع اللبناني “، واعتبر ” أن الوفاق الوطني هو الضمانة الأساسية لأي حل للأزمة اللبنانية “.
وعلمت “القدس العربي” أن البطريرك الراعي يستعد لحمل هذا الملف إلى الفاتيكان مطلع الأسبوع المقبل، وعلى أجندته زيارة إلى الأمم المتحدة في أيلول للدفع في إتجاه الحياد.وتقول مصادر كنسية لـ “القدس العربي” إن البطريرك مقتنع بطرح الحياد ولا عودة إلى الوراء ، ولم تنفِ أن هذا الطرح خلق نوعاً من إشكالية مع قصر بعبدا وبعض جمهور التيار الوطني الحر.
وبعد لقائه الرئيس عون أوضح البطريرك الراعي ” أن لبنان بطبيعته وانطلاقته حيادي وعندما كان حيادياً كان يسمى ” سويسرا الشرق ” ، وكان جسراً بين أوروبا والشرق .والحياد يعني التزام القضايا العربية المشتركة من دون الدخول في صراعات سياسية وعسكرية أو الدخول في أحلاف، إنما أن نكون المدافع الأول عن العدالة والسلام والتفاهم في القضايا العربية كما الدولية مع استثناء إسرائيل”، وقال”الحياد يعني دولة قوية وجيشاً قوياً ولا إشكال بهذا الموضوع مع فخامة الرئيس وهو كان من أول المنادين به”.
وحاول الراعي طمأنة رئيس الجمهورية الى أن طرح الحياد يتلاقى مع مشروع أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي التي سبق أن تقدّم به عون وتم التصويت عليه في الأمم المتحدة ، والقاعدة لهذا المشروع أن يكون لبنان حيادياً ليتمكّن من أن يصبح مكاناً للحوار”.وأضاف ” كثر قالوا إن هناك خلافاً مع الرئيس عون بسبب موضوع الحياد علماً أن الرئيس من أول المطالبين بالحياد بمفهومه الذي تحدثت عنه اليوم”.وتابع ” مشاكلنا كثيرة و ” ما بيقيمنا اليوم” إلا الحياد” ومع الأسف التدخلات الخارجية كثيرة وكذلك دفع الأموال”، مؤكداً أن “بكركي لا تسير لا مع معارضة ولا مع موالاة، بكركي هي بكركي، وان مشينا مع أحد الأطراف سنخسر كلمتنا الحرة”.
وإذا كان يعني حزب الله في تصريحاته أجاب ” أعني الجميع وجميع القوى السياسية ” كل واحد على قدّو” والولاء يجب أن يكون للبنان “.وختم “أوضحت للرئيس عون بأنني أعني الجميع في موضوع حصار الشرعية ومنهم اولئك الذين يقاطعون الرئاسة”.
تزامناً ، أفيد عن دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتجمّع شعبي يوم الأحد المقبل في الديمان دعماً لمواقف البطريرك ، وأطلق ناشطون هاشتاغ ” نحنا حدّك ” رفضاً لـ” اغتصاب شرعية الدولة ” و” دعماً لمشروع حياد لبنان”.
من جهتها،أعلنت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام في اجتماع استثنائي برئاسة المطران انطوان نبيل العنداري “تأييدها الكامل لنداء البطريرك الراعي الذي يعبّر خير تعبير عن قلق جميع اللبنانيين على مستقبل لبنان الذي يكاد يغرق شيئاً فشيئاً نتيجة الازمات المتراكمة وعدم التزام سياسة النأي بالنفس”.وأكدت أن “نداء غبطة البطريرك يهدف إلى حماية الكيان اللبناني والحفاظ على هويته وتنوّعه وانفتاحه على الغرب والشرق بعيداً من أي محاور وأي زجّ للبلد في أتون الصراعات الإقليمية والدولية”.وشدّدت على أن “نداء البطريرك الراعي يعبّر عن حرص بكركي ودورها التاريخي في تأسيس الكيان مع نهاية المئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير وبداية المئوية الثانية”.وأثنت على “المواقف الوطنية من مختلف الفئات التي لاقت هذا النداء وتفاعلت ايجاباً معه”، آملة في أن “يشكل فرصة لحوار وطني بنّاء ينقذ لبنان ويفكّ عنه عزلته العربية والدولية ويحصّنه في مواجهة التحديات ومخاطر الانهيار”.
إلى ذلك، وفي تغريدة لافتة على ” تويتر “، قال السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري “مفاعيل القرارات الدولية تبقى سارية المفعول، إلى أن تُنفَّذ “.
على خط آخر، وتحت عنوان “الثورة مستمرة”، تلاقى عدد من ناشطي ثورة 17 تشرين ومجموعاتها وقادة الرأي من أكاديميين وقضاة وسفراء سابقين وضباط متقاعدين وأطلقوا “الجبهة المدنية الوطنية” إطاراً وطنياً جامعاً لتنسيق العمل وتوحيد الجهود للوصول إلى تحقيق مطالب الثورة.وتُلي نصّ وثيقة تأسيسية تشدّد على الثوابت الآتية: تشكيل حكومة مستقلة، إجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة، بناء قضاء مستقل، تنفيذ إصلاحات بنيويّة وقطاعيّة، التشبّث بالسيادة اللبنانية، تثبيت مسار الدولة المدنية، وبناء اقتصاد وطني منتج ومستدام في خدمة المواطن.
نقلا عن القدس العربي