”
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا اليوم الخميس اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناولت فيه مخاوف اللاجئين السوريين وترددهم الكبير بشأن الإدعاءات أنه من الآمن العودة إلى بلادهم بعد مضي سبع سنوات على اندلاع الصراع الذي مزق البلاد.
استهلت الصحيفة تقريرها بقصة أبو أحمد الذي يبيع لوحات نقشت عليها آيات قرآنية وسط بيروت حيث يبقي عينا للبحث عن زبون والأخرى للمراقبة خشية الشرطة.
وتابعت الصحيفة أن أبو أحمد لاجئ في العاصمة اللبنانية منذ ست سنوات بعدما اجتاحت الحرب بلاده ما دفع بأكثر من مليون لاجئ من أمثاله باتجاه منفى دائم قريب. ولكن الآن الصراع الذي امتد لسبع سنوات يرى الكثير أنه اقترب من نهايته شمال غرب سوريا، أصبح أبو أحمد خائفا.
وأضافت الصحيفة أن أزيز سلاح المعارضة قد تم إسكاته وسط وجنوب سوريا و السياسيون في دمشق وبيروت وعمان يزعمون بحدة متصاعدة أن البلاد الممزقة والتي فر منها 6 ملايين شخص باتت الآن آمنة للعودة.
وقالت الصحيفة أن قلة من السوريين ممن يعيشون في لبنان يبدون مقتنعين بهذا، فقد قال الأربعيني أبو أحمد القادم من معقل سابق للثوار في الغوطة أنه سيخدم بلده بكل فخر ويفديه بدمه والابتسامة على ثغره، ولكن ليس هكذا.
ونقلت الصحيفة عن أبو أحمد قوله: “لا يمكننا العودة وسط هذه الفوضى خوفا من الجيران الذين سيشون بك ويدعونك بالخائن لتجد نفسك لاحقا في غياهب السجن من أجل لاشيء، فبلدتي مليئة بقوات النظام والشبيحة( بلطجية) ؛ فكيف تتوقع مني أن أعود؟”
ولفتت الصحيفة إلى أن المانحين الدوليين و عمال الإغاثة ودبلوماسيين هم أيضا متحفظون حول الإصرار على أن سوريا فيما بعد الحرب باتت آمنة، وحول الدوافع خلف تلك المزاعم. ممثلون بارزون عن كل تلك الجهات يقولون الهدوء النسبي في سوريا يجب ألا يتم الخلط به فالنظام هو نفسه، وتوسلات رأس النظام بشار الأسد غالبا لاتعني استقبالا حارا بعودة اللاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد ممن راقب الحرب التي راح ضحيتها على الأقل 600 ألف شخص وشرد أكثر من نصف الشعب السوري ماقبل الحرب، يقولون أن المزاعم حول التغيرات الجذرية على الأرض في سوريا غير صحيحة.
اختتمت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، أن لدى اللاجئين مخاوف حول سحب الشبان للخدمة العسكرية الإلزامية ليموتوا على الجبهات وهو مايرفضونه وسط حملات اعتقال قسرية في بلداتهم وقراهم، إضافة لما يصل إليهم من أنباء من داخل سوريا عمن عادوا تفيد بأنهم يواجهون تدقيقا شديدا من قبل أجهزة النظام الأمنية ويعيشون خطر الاعتقال الكبير خاصة فيما لو كانوا ينحدرون من مناطق سيطرة المعارضة, وقد أخبر رئيس المخابرات الجوية اللواء جميل حسن زملاء رفيعي المستوى له الشهر الفائت أن سوريا بعشر ملايين شخص مطيع كشعب أفضل من سوريا ب30 مليون من الأنذال.
رابط المقال الأصلي:
https://www.google.co.uk/amp/s/amp.theguardian.com/world/2018/aug/30/we-cant-go-back-syrias-refugees-fear-for-their-future-after-war
ترجمة صباح نجم
المركز الصحفي السوري