نشرت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام تقريرا حول قيام وزير التعليم العالي عاطف النداف ببحث مشروع البرنامج التنفيذي مع نائب المدير العام لمنظمة التعاون الثقافي والعلمي في الخارجية الروسية ألكسي فرولوف، الذي يتضمن منح البرامج الأكاديمية للمتميزين والبالغة 35 منحة لهذا العام لبرنامجي العلوم الحيوية والليزر.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قدمت لهذا العام 300 منحة دراسية للطلاب السوريين لجميع المراحل السورية، وأكد النداف خلال لقائه فرولوف متانة العلاقات مع روسيا والروابط العلمية والثقافية ومد جسور التعاون والتنسيق بين البلدين اللذين تربطهما علاقات صداقة متينة ويجب تعزيزها بكافة المجالات لتصل إلى مجال تأهيل وتعليم المدرسين اللغة الروسية بحسب تعبير النداف، بهدف دعم المدارس والجامعات باختصاصيي اللغة الروسية كون النظام أدرجها في مناهجه وافتتح قسما لها في كلية الآداب.
لا يكاد يوجد اختصاص أو مجال سواء فيما يخص الشؤون الدولية أو العسكرية والاقتصادية وحتى المدنية إلا وكانت الشريكة روسيا في المقدمة، وكأنه لم يتبق غيرها بالإضافة لإيران داعمتين للنظام، لتضاف منح التعليم إلى قائمة مجالات التعاون بينهما، وأكد فرولوف أهمية إيجاد آليات لزيادة عدد المنح في الجامعات الروسية، واحتلال سورية المرتبة الأولى بالحصول على هذه المنح.
عمل النظام السوري جاهدا على إشراك –الصديقة- روسيا بكافة الأنشطة والمجالات في سوريا لتصل لدرجة -كما وصفها البعض- بالاحتلال، وكان إدراج اللغة الروسية في مناهج التعليم من باب رد الجميل الذي قامت به قواتها عبر مساندة النظام عسكريا، بتقديمها الآليات والجنود والطائرات الحربية بحجة محاربة الإرهاب لقتل المدنيين الأبرياء في مختلف المناطق المحررة.
من الطبيعي أن تتكرم “روسيا” بتقديم المنح لطلاب سوريا كونها المستفيد الأول والأخير منها، وهدفها بالدرجة الأولى استقطاب أكبر قدر من الطلاب لدمجهم بالمجتمع الروسي وتعليمهم اللغة ليعودوا إلى سوريا وينشروا ثقافة تلك البلاد بعد أن تحكم سيطرتها على سوريا، وليس خافيا على أحد اللعبة التي تحبك روسيا أطرافها لتضع يدها على خيرات بلادنا وأراضيها، رغم ادعائها سحب قسم من قواتها مؤخرا، إلا أن الواقع يحكي صورة مغايرة، فقد ازداد دورها العسكري الفاعل في الاشتباكات والمعارك الدائرة في مختلف الجبهات جوا وبرا.
وتم تخيير طلاب المدارس في مناطق سيطرة النظام بين اللغة الروسية والفرنسية وقلائل من اعتمدوا الروسية لصعوبتها وعدم وجود كوادر مختصة لتعليمها وهذا ما تسعى روسيا لتحقيقه من خلال تلك المنح، أما في المناطق المحررة فالوضع يختلف كليا، فاللغة بنظرهم ترتبط بموقف سياسي بحت نابع عن كرههم لروسيا بسبب دعمها لإجرام النظام وارتكابها المجازر بحق المدنيين الآمنين.
فإلى متى ستستمر روسيا بسياسة التدخل بالشأن السوري؟ سؤال يثير قلق السوريين في مختلف أنحاء البلاد، وحري بالنظام إن كان مهتما بموضوع التعليم ورفع المستوى الثقافي للطلاب أن يترك المدارس وشأنها وينفك عن قصفها باستمرار وقتل براءة الطفولة داخلها، بدل من أن يستعرض عضلاته ويتباهى بعدد المنح المقدمة من حليفته في الإجرام “روسيا”، فأطفال سوريا ليسوا بحاجة لمنحكم هم بحاجة لوطنهم، لمدارسهم بعيدا عن حقدكم.
المركز الصحفي السوري – سماح خالد