أعلن مجلس النواب الليبي، المنعقد في العاصمة في طرابلس الثلاثاء، إطلاق مناقشة علنية حول مبادرة سياسية شاملة لحل الأزمة الليبية، تتضمن إنهاء المرحلة الانتقالية للوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية على أساس دستوري.
وقال الناطق باسم المجلس أسعد الشرتاع، خلال مؤتمر صحفي، إن مشروع المبادرة الوطنية، المطروح من جانب المجلس، يسعى إلى تحقيق أهداف عدة، تتمثل في وقف الحرب وتمكين أجهزة الدولة من بسط سيطرتها على كافة التراب الليبي، والحفاظ على المسار الدستوري والديمقراطي، وإنهاء المراحل الانتقالية، وتوحيد مؤسسات الدولة، وأخيرا تحقيق الاستقرار المجتمعي.
وتابع أن مشروع المبادرة يقوم على عدة مبادئ، أهمها حرمة الدم الليبي، والسعي إلى إنجاز مشروع مصالحة وطنية شاملة، مع الوضع في الاعتبار عدم الإفلات من العقاب عن الجرائم التي ارتُكبت بحق الليبيين.
كما أكدت المبادرة على محاربة الإرهاب ورفض التدخل الأجنبي، ونبذ خطاب الكراهية ورفض التحريض الإعلامي، ورفض التدخل الأجنبي، واقتصار الحل على الليبيين وتحت رعاية الأمم المتحدة.
ودعا الشرتاع القوى الاجتماعية والسياسية والشبابية إلى التفاعل مع المبادرة ودعمها، مع التنويه بأن مسارات الحوار السياسي تُدار عبر لجان، بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة، وليس عبر مبادرات أو لقاءات فردية.
لا مكان لحفتر
في غضون ذلك، أكد عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري زايد أن الحكومة مستمرة في بسط نفوذها على كامل التراب الليبي، مشددا على أن هناك حكومةً شرعية معتدى عليها من قبل من وصفه بالمتمرد (اللواء المتقاعد) خليفة حفتر.
وخلال اجتماع في طرابلس مع السفير التركي لدى ليبيا سرحات اكسن، قال عماري إنه لا مكان لحفتر في العملية السياسية، وإنما مكانه في المحاكم، على حد تعبيره.
من جانبه أكد السفير التركي، خلال اللقاء الذي تناول الوضع العسكري في سرت والجفرة والعملية السياسية، موقف بلاده الداعم لحكومة الوفاق، وقال إن حفتر وداعميه لا مكان لهم على طاولة الحوار بسبب ما وصفها بجرائمهم في ترهونة وغيرها.
وفي سياق المواقف الدولية المتعلقة بالأزمة الليبية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى بلاده وألمانيا مصلحة مشتركة بتسوية الوضع في ليبيا.
وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، إن لدى البلدين قواسم فيما يتعلق بضرورة تسوية هذا الصراع على أساس مخرجات مؤتمر برلين التي أقرها مجلس الأمن الدولي، مشددا على ضرورة أن تؤدي جميع الجهود إلى استعادة سيادة ووحدة الأراضي الليبية.
وتعاني ليبيا، منذ سنوات، من صراع مسلح، فبدعم من دول عربية وغربية. وتنازع قوات حفتر حكومة الوفاق -المعترف بها دوليا- على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
نقلا عن الجزيرة