غابت مظاهر عيد الفطر وتحضيراته لهذا العام، عن أبناء محافظة ريف دمشق، الذين هُجروا قسراً إلى مخيم “دير بلوط” في ريف “عفرين” شمال سوريا، حيث باتت أمانيهم في الوقت الراهن لا تتعدى سوى الحصول على حياة كريمة في ظل أوضاعهم المعيشية الصعبة وانعدام الدخل لمعظمهم.
في السياق ذاته قال “شادي عليان” أحد أبناء منطقة القلمون الشرقي المهجرين قسراً إلى مخيم “دير بلوط”، إن هذا العيد يحمل معه أوجاعاً للعائلات التي تقطن في المخيم، فالتهجير كان عاملاً رئيسياً في تشتت شمل العائلات من بلدانهم إلى مناطق مختلفة من الشمال السوري، وعلى الرغم من توفر المواد والسلع الغذائية الأساسية، إلا أن الحصول عليها ليس بمتناول الجميع، نظراً للغلاء الفاحش في المنطقة.
وأضاف: كانت تحضيرات عيد الفطر غائبة تماماً عن العائلات التي تقطن مخيم “دير بلوط”، وقد حمل العيد معه مزيداً من الألم والحرقة للمهجرين من مناطق مختلفة من ريف دمشق، بسبب ظروفهم المعيشية والإنسانية القاسية، وتردي الوضع المادي الذي أجبرهم على عدم شراء مستلزمات العيد من طعام وحلويات وملابس لأطفالهم.
أشار “عليان” إلى أن طقوس عيد الفطر في مخيم “دير بلوط” اقتصرت على استقبال الجيران في الخيم وتقديم بعض المشروبات لهم فقط، وهو ما يختلف كثيراً عمّا كان عليه في منطقة القلمون الشرقي، “فالعيد بين الأهل والأقارب والأصدقاء أكثر بهجة وحميمية، وهؤلاء اليوم غائبون عنا، ولن يتمكنوا من زيارتنا أو مشاركتنا لهذه الأجواء”.
*مبادرة فردية
بدوره قال الناشط الإعلامي “رامي السيد” وهو مهجرٌ من منطقة جنوب دمشق، في تصريح خاص لموقع “زمان الوصل”، “لا توجد بهجة ولا مظاهر للعيد في مخيم “دير بلوط”، كما لم يتسن للأطفال الفرح والبهجة بالعيد، فكل خيمة تعج بالمآسي، والهدف الأول للآباء ينحصر يتركز على تأمين أبسط الاحتياجات الأساسية للأسرة من طعام وشراب”.
وأضاف أن الأطفال هم أكثر الفئات التي تضررت أثناء الحرب، وهو ما توحيه ألعابهم فعلى سبيل المثال أصبح اهتمامهم ينحصر بألعاب الحرب كالمسدسات والسيوف وغيرها، لذلك فهم بحاجة حالياً إلى دعمٍ نفسي وفعاليات تساهم إلى حدٍ كبير في إخراجهم من جو الكآبة والحزن، وتبعدهم عن ميول العنف.
تعكس فرحة الأطفال واقع الأسر التي تقطن مخيم “دير بلوط”، إذ أضحت غالبية الأسر في أشد حالات الفقر والبطالة جراء ظروف التهجير التي رافقتهم، وهنا أشار “السيد” إلى أنه تمكن وبمبادرة فردية تمكن على إثرها من الحصول على دعمٍ مالي قيمته (2000 دولار)، من إحدى الجمعيات من القيام بفعالية صغيرة غطت 650 من الأطفال داخل المخيم، وتمثلت بتقديم مبلغ مادي هو عبارة عن “عيدية” تراوحت قيمتها بين 1000 و1500 ليرة سورية لكل طفل، وذلك حسب عدد الأطفال في كل عائلة.
يقع مخيم “دير بلوط” في منطقة “جنديريس” في ريف “عفرين” شمال سوريا، وقد أنشأته منظمة إدارة الكوارث التركية “آفاد” منتصف شهر نيسان/ إبريل الماضي، وهو يضم ما يزيد عن 4000 آلاف مهجر من مناطق (القلمون الشرقي، جنوب دمشق)، يعانون بمجملهم ظروفاً إنسانية سيئة بسبب تقصير إدارة المخيم في تأمين الخدمات الطبية والمرافق العامة.
المصدر : زمان الوصل