العرب _ العنود آل ثاني
«قررت أن أترك عملي! فهو لا يناسبني أبداً، سوف أغيره وأنتقل إلى مكان آخر أعطي فيه أكثر، وأشعر فيه بالراحة والإنجاز»، هذا ما تردده إحدى الأخوات منذ زمن، ومضت السنوات ولم تفعل ما أرادت!
إن بعض القرارات قد تكون صعبة وتبعث المخاوف في نفوسنا، ولكنها تحررنا من الملل والروتين، وتكشف لنا طرقاً أخرى، وفرصاً جديدة، ومهما كانت المغامرة فإنها جديرة بالتجربة، لنتخلص من بعض القيود.
فلا تكن أسيراً لشيء، تحرر.
لا تكن أسيراً لمخاوفك، فالخوف يعرقل كل شيء، ويجرّك إلى الوراء، خاصة عند اتخاذك للقرارات، فالإنسان يعشق أن يعيش في دائرة الأمان التي صنعها لنفسه، ويخشى أن يتعدى حدودها، ولكنه لن يتقدم ولن ينجز إذا استسلم لمخاوفه!
كثيراً ما نلتقي مع أشخاص يعيشون في الماضي ويحلمون بعودته، ويأكلهم الندم على فرص أتيحت لهم في ذلك الماضي ولم يقوموا باستغلالها، كثير منا يسترجعون ماضيهم وترتسم على وجوههم ابتسامة باهتة، ويتألمون على رحيله! يفعلون ذلك ولا يدركون أن يومهم الذي يعيشون فيه سيصبح ماضياً غداً، وهم يملكون يومهم ويملكون خيارات جديدة ومتعددة لرسم حياة جميلة، ولكنهم لا ينتبهون لذلك، لانشغالهم بما مضى وتذكرهم لما مضى، يشعرون فقط بالألم على ما فاتهم، ويتمنون رجوعه! ويضيع يومهم دون أن يدركوا قيمته!
لا تكن أسيراً لأفكارك، جدّد منها، وطوّرها، لا تتعلق بأحلام قديمة قد لا تتحقق!
جدّد أحلامك، ولا تكن متعلقاً بالماضي وأسيراً له، فتفكيرك في الماضي جدير بأن يضيع منك لحظات يومك التي تعيشها الآن، ويمضي يومك دون تحقيق أي شيء.
جدّد أفكارك وأحلامك وحياتك، فكل يوم هو فرصة جديدة وجميلة لتحقيق ما نريد والوصول للرضا والسعادة.
لا تكن أسيراً لكلام الناس، تحاسب وتخشى من انتقاداتهم، فالناس مجرد بشر وأحكامهم مؤقتة وصادرة من نفوس مختلفة، فمنهم الحاسد ومنهم المبغض، ومنهم من لا يفقه شيئاً ولكنه يحب إصدار الأحكام وانتقاد الآخرين، ربما لإثبات وجوده وملء النقص الذي يشعر به، ومنهم من يكون ناصحاً ومحباً ولكن مستوى وعيه قليل، وأنت تفوقه في الوعي، فيجب ألا تكون أسيراً لهؤلاء، وامض قدماً في طريقك.
كثير من أسرى العقول حولنا، من أسرتهم أفكار معينة، وعاشوا في عالم ضيق، وأصدروا أحكامهم على الآخرين، وهم بشر والآخرون بشر، فكلنا معرضون للأخطاء، ليس من حقنا أن نصدر أحكاماً مزعجة وننتقد وقد نجرح، وقد نهمز ونلمز ونغتاب ونسبّ ونسخر، ونذكر آراءنا ونصدّقها وكأنها وحي من السماء، وليست من صنع عقول البشر، ومن يخالفنا فهو ضال حتماً، نغضب منه ونعاديه!
ويبقى الأجمل لنا أن نعيش لأنفسنا نحاسبها ونراقبها، ونرقى بها ونحررها من كل شيء قد يبعث الشرور فيها!;
المصدر : العرب