أستطاع رواد طفل الـ 9 سنوات والقليل من الأطفال الالمان تجاوز اختبار القبول بمدرسة “الغيمنازيوم” إحدى مدارس ألمانيا المميزة، يدخلها الطالب بعد انهاء الصف الرابع بعلامات متفوقة ويستطيع من خلالها ان يتخرج بشهادة الثانوية بعد انهاء صف الثاني عشر، فيتاح له المجال لإكمال الدراسة في الجامعة.
دموع فرح “أم رواد” ومشاعرها المختلطة، بين خوفها من مستقبل مجهول بالنسبة لها، وفرحها في قبوله في مثل هكذا مدرسة، فقليل من الطلاب يتم قبولهم بها لما يواجه من صعوبات في اختباراتها.
وصل رواد وأمه إلى ألمانيا، بعد تحرير مدينته من قبضة النظام العام الماضي، ليحالفه الحظ أن رحلة عبورهم بحر إيجه كانت سهلة نوع ما، تحكي أم رواد ” أعرف تمام المعرفة أن طفلي يستحق أن أغامر مثل هذا المغامرة، فمنذ طفولة وعلامات الذكاء واضحة علية، فهو شديد الملاحظة، وسريع الحفظ” فقد أبهر رواد أستاذته في سوريا لتثق أنه أينما حل سيثب ذكائه، بعد وصولهم ألمانيا تخطئ رواد بسرعة عقبه اللغة خلال فترة قصيرة جدا، ودخل مدرسة ليكمل دراسته، بعد ان أعطي مسكن له ولأمه وطبيبه نفسية لمتابعة حالته، أيام قليليه لتتلقى “أم رواد” عرض عائلة ألمانية لم ترزق بأطفال وتتبنا رواد العيش معهم، كل هذا العناية والتسهيلات والعروض لم ترح قلب “أم رواد”، ” خوفي كل يوم عن يوم عم يزيد، انبهار الالمان كان واضحا بطفلي وبكثير من الأطفال السوريين، فقد سمعتها اكثر من مرة كانوا يظنوا أننا متخلفين في بلادنا، ولا نعرف سوا السلاح والقتل”.
استطاعت “أم رواد” أن تعرف من أصدقائها الالمان أن أولادهم قلة بشكل عام، ونادرا ما يلتحقوا بمدرسة “الغمنازيوم”، فهم يذهبوا غالبا إلى المدارس المهنية، وبعد الانتهاء منها إلى المعاهد التي تؤمن لهم بسهوله العمل، فالمجتمع الألماني يهتم بالعمل وذلك لأن الشاب يستقل عن أهله بسرعة قبل وصوله لعمر العشرين، لتحكي أم رواد عن الأنشطة التي رشحه أستاذته لرواد، من ضمنها التدريب التي على الروبوت، حيث أبداء شغفه لها وسرعه تعلمه، لتخصص له مدرسته ساعات تدريب واستاذة تشرف على تطوره في هذا المجال.
أكثر شيء يزعج “أم رواد” ان الاهتمام الذي يحظى به طفلها، لم تجده من قبل الحكومة السورية، فكثير من العقول الموهوبة تم تهجيرها على مر سنوات طويلة لتسجل اختراعات كثيرة، تحضن طفلها بقوة لتقول ” أحلم ان يكون مثل بل غيس فقد كان لاجئ ليكون الأول على مستوى التكنلوجيا”، لتمسك يد طفلها رواد وتقول بثقة تامة” هاتان اليديان سوف ترسمان مستقبل سوريا بعد انتهاء الحرب” لتضيف أن الالمان كثير ما يسألوها هل ستعودين حال انتهاء الحرب، لتقول لهم أنها جاءت لهدف واحد، كسب العلم المعرفة للعودة للوطن في أقرب وقت.
أماني العلي- المركز الصحفي السوري