تستقبل الجزر اليونانية يوميا مئات من المهاجرين السوريين المتوجهين نحو أوروبا، لكن كثيرين يقودهم المهربون إلى جزر خالية من السكان ومن جميع مقومات الحياة، مثل جزيرة فارماكوس.
رامز أبو شعيب، لاجئ سوري توجه من الأردن إلى تركيا قاصدا مدينة أزمير التركية للإبحار نحو الجزر اليونانية، يتحدث عن معاناته في رحلة اللجوء إلى هذه الجزيرة.
يقول رامز في حديث مع “عربي21”: “بعد أن ضاقت بنا الحال في الأردن قررت مع عائلتي الذهاب إلى دول أوربية لتأمين مستقبل أطفالي، وكان القرار حاسما عندما قصف منزلي من الطيران الحربي الروسي في ريف درعا، ولم يبق لدينا منزل نعود إليه، بالإضافة إلى تناقص الأمل تدريجيا للوصول لحل سوري عادل يحفظ حقوقنا”.
وتابع رامز خلال الحديث معه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “عند خروجنا عن طريق أحد المهربين من الشواطئ التركية، تم أخذنا إلى جزيرة تدعى فارماكوس. كانت الرحلة البحرية قصيرة، ولم تكن هناك مشكلات في أثناء الإبحار حتى وصولنا إلى الجزيرة، لنتفاجأ بأن الجزيرة خالية، وهي عبارة عن ثكنة عسكرية ويوجد فيها بعض الجنود الذين يتناوبون بين الحين والآخر”.
وأردف رامز: “لم نجد في الجزيرة أي مساعدة من أحد، وكان الجو باردا جدا، ولا نملك الطعام ومياه الشرب، وتم تقديم حاجات بسيطة جدا من بعض الجنود المتعاطفين في الثكنة العسكرية، واستمر وجودنا على هذه الحالة أربعة أيام، وكانت من أصعب الأيام التي مر بها أطفالي”.
وحذر ناشطون في المجال الإنساني جميع المهاجرين مع موافقة المهربين للذهاب إلى قرية فارماكوس، فهي لا تحتوي على مراكز للصليب الأحمر، ولا طعام ولا مياها للشرب، وقد تستمر الحالة لأيام.
وقال محمد نور، أحد أفراد مجموعة متابعة المهاجرين، إن أعداد الواصلين إلى تلك الجزيرة، بلغ في إحدى المرات 600 شخص، “قمنا بتوجيه عشرات المراسلات حتى تم إخلاؤهم من الجزيرة، ونقلهم إلى جزيرة يونانية أخرى، توجد فيها منظمات إنسانية والصليب الأحمر لتقديم العون للواصلين إلى اليونان”.
وقال محمد نور إن الفريق التابع له (متابعة وإنقاذ) عمل على توثيق مقاطع لمعاناة اللاجئين في تلك الجزيرة، حيث يتم إعطاؤهم البسكويت عبر رميها من داخل الثكنة العسكرية، لتسد رمق الأطفال، وحتى العائلات قامت بحرق ستر النجاة للتدفئة بسبب البرد القارس.
وأضاف: “وجهنا نداء لكل المهاجرين لعدم الموافقة مع مهربي البشر للذهاب إلى جزيرة فارماكوس؛ لأنها لا تحتوي على أي شيء من مقومات الحياة، وهي عبارة عن جزيرة عسكرية يونانية خالية تماما من السكان”.
يختتم نور بالقول: “يعتبر السوريون هذه الجزيرة كإحدى محطات النجاة الصعبة نحو الدول الأوربية، إلا أنّ سكان اليونان يطلقون عليها فارماكوس، وهو حسب الديانة الإغريقية القديمة كبش فداء بشري كشخص عاجز أو مجرم، يتم نفيه إلى الجزر والتخلص منه في المنفى”.
عربي 21