حمزة تكين / الأناضول
يختصر مخيم المرج، في البقاع، شرقي لبنان، الأوضاع الصعبة التي تعاني منها مخيمات اللاجئين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، خاصة مع استمرار العاصفة “زينة” التي تضرب البلاد منذ 3 أيام.
هنا في مخيم المرج تكاد الخيم تظهر للعيان، حيث غمرتها الثلوج بشكل شبه كامل، في حين هدم بعضها بسبب تراكم الثلوج فوقها، وعدم قدرة قاطنيها على إزالة هذه الثلوج عن سطحها.
البرد القارس وقلة المساعدات، ومواد التدفئة دفع غالبية سكان المخيم، كنظرائهم اللاجئين في مختلف المناطق اللبنانية، الى إشعال كل ما تيسر بين أيديهم من بلاستيكيات وثياب الأطفال من أجل تأمين قليل من التدفئة.
أوضاع مأساوية، لم تمنع الأطفال من استغلال تساقط الثلوج للعب بها، حفاة بدون وقاية كافية من ملابس وأحذية خاصة بمثل هذه الأجواء، علهم يعوضون ما افتقدوه من طفولتهم في مخيمات اللجوء هذه.
محمد يوسف، النازح السوري من محافظة حمص، الذي جلس الى جانب طفليه، يجهّز عجلة قديمة، ليستخدمها في التدفئة، قال لـ”الأناضول” أنه يستخدم هذه العجلات ليضعها في المدفئة “لنؤمن التدفئة لنا ولأطفالنا”.
ولفت يوسف الى أنه يستخدم أيضا الأحذية القديمة وكل ما يتوفر، ليتم إحراقها والتدفئة بها.
من ناحيته، قال عبد الحي العنان، النازح السوري من ريف حلب أن “كميات الحطب الموجودة والتي تستخدم للتدفئة قليلة جدا”، لافتا الى أن أهالي المخيم “يستخدمون كل شيء يمكننا إحراقه من أجل تأمين التدفئة”.
واشتكى العنان في تصريح لـ”الأناضول” الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون في مخيم المرج “حيث أن الثلوج غطته بالكامل، والأطفال بدأوا يعانون من أمراض الشتاء”.
وأكد أن “المساعدات قليلة… حتى الحطب لم يقدمه لنا أحد”.
زهرة شحادة، لاجئة سورية، تسكن المخيم مع عائلتها، لا يختلف حالها عن حال العنان، فهي تستخدم أيضا كل ما توفر وحتى ألبسة أطفالها من أجل التدفئة.
وشددت شحادة على أن “المواد الغذائية قليلة جدا، والمساعدات أقل أيضا”.
أما عاطف الحمصي، فقال والحزن والغضب يملآن عينيه “لقد دمرتنا العاصفة، وخيمنا تهدمت بفعل الرياح والثلوج”، مشيرا الى أنه “لم يتبق أي شيء نخاف عليه”.
وحال عبد الجليل الشعار، لم يكن بأفضل، حيث أن خيمته هدمت أيضا بسبب كثافة الثلوج التي تساقطت عليها.
الشعار اشتكى “قلة المساعدات، في ظل البرد القارس، وإصابة أطفالنا بأمراض ومشاكل صحية خطيرة”.
وكانت العديد من المناطق اللبنانية، ارتدت، منذ يومين، ثوبا أبيضا مميزا، فيما غمرت مياه الأمطار التي تساقطت بغزارة، مناطق أخرى.