من يصدق أنه في شمال مالي، حيث المتطرفون والحرب مشتعلة منذ 3 سنوات على الأقل، يوجد ألف لاجئ سوري هربوا من الحرب ليقعوا في الحرب.
في صحراء شمال مالي القاحلة، ووسط برميل البارود المشتعل على عدة جبهات منذ أكثر من ثلاث سنوات بين حكومة باماكو من جهة والمتمردين والمتطرفين من جهة أخرى، يوجد لاجئون سوريون، قطعوا آلاف الأميال على أمل الوصول إلى أوروبا.
ألف لاجئ سوري على الأقل، حسب المنظمات الإنسانية، يعيشون منذ عامين في مالي، لكن الحكومة في باماكو ترفض إعلان ذلك رسمياً، بينما اكتفت مفوضية اللاجئين بتسجيل سبعة وثمانين شخصا فقط ضمن لوائحها.
هذا التكتم الرسمي عن وجود لاجئين سوريين في مالي، تفضحه صور نشرتها وكالة الأناضول لهؤلاء اللاجئين مع عوائلهم، وهم يصارعون الحياة في بيئة لم يعتادوا عليها.
أطفال سوريون، تركوا خلفهم حرباً تأكل أقرانا لهم، مرة بالقنابل وتارة أخرى بالجوع، دخلوا مغامرة الهجرة مع أوليائهم لبلوغ الحلم الأوروبي.
المسار طويل جدا، بدأ منذ عامين، بالسفر جوا من دمشق إلى موريتانيا التي لا تفرض على السوريين تأشيرات.. النقطة الثانية في الرحلة كانت مدينة باسيكونو القريبة من حدود مالي، قبل السفر برّا عبر الصحاري والطرق الوعرة إلى كل من مدن عين الخليل وتمبكتو وكيدال في شمال مالي.
وهنا توقفت رحلة اللاجئين، لسبب واضح وهو وجود مهربين جشعين، والأخطر، وجود متطرفين ينتمون إلى القاعدة.. كما أن الطرقات المؤدية إلى حدود الجزائر، غير آمنة. ومن وصلوا إلى داخل الجزائر، حسب شهادة أحد اللاجئين، كشفوا عن صعوبات كثيرة للانتقال إلى أوروبا.
السكان المحليون في شمال مالي، حيث ينشط مقاتلو الطوارق من الحركات الأزوادية، رحبوا باللاجئين السوريين، وسمحوا لهم بالإقامة بينهم، كما أصدروا أوامر بعدم التعرض لهم، إلى حين موعد الرحيل غير المعلوم.
العربية نت