في مخيمات اللجوء.. لا شيء يطرق ستارة خيمتهم، واهباً، إلا ريح صرصر أو قطرات مطر استسهلت الدخول فدخلت لتبلل أجسادا غضة تنتظر أماً ذهبت تتوسل جارتها باستعارة بقايا مدفأة من توالف عامهم الماضي، أو أب هام على وجهه قاصدٱ أهل الخير ليهبوه مدفأة ولو مستعملة يقي بها أولاده وزوجته قر البرد في أرض أهملتهم بكل من فيها من معارضة وموالاة ومنظمات ودساتير.
رحلة بدأت بتسول مدفأة، وقد لا تنتهي بتسول حظ لمن أغلقت بوجوهم حتى أبواب الدفء في أبسط صورها.
“سعود نايف برو” واحد من لاجئي قرية “فليطة” في “القلمون” إلى مخيمات لبنان، رب عائلة مثل مئات العائلات التي حرمت من مساعدات الأمم المتحدة والتي حرم على مدافئهم أن تشتمّ رائحة المازوت، يوقد مدفأته ببقايا الأحذية و”الكنادر” و”الشحاطات” والصناديق البلاستيكية، غير آبه بسحب الدخان الأسود المتصاعدة من مدفأته والتي تدفع زوجته المصابة بالتهاب الرئتين إلى مغادرة الخيمة طلباً لشهيق أقل تلوثاً وضرراً.
أما الأرملة الخمسينية “آمنة عبد الجواد عامر” من منطقة “القصير” فقد جمعت الكرتون المقوى من المحلات وقامت بتخزينها في خيمتها لتوقد بها مدفأتها، كذلك فعلت جارتها وابنة بلدتها “حميدة الزهوري” في تخزين أطباق البيض الفارغة وأكياس النايلون كوقود للمدفأة في خيمتها.
* عودة إلى الجمع والالتقاط
يقول “أحمد عبد الجواد” إنه يستيقظ باكرا بصحبة ولديه ليعيدوا مرحلة الجمع والالتقاط لواجهة يومهم وحياتهم، باحثين عن كل ما هو قابل للاشتعال في المدفأة من أمام المحلات والمناشر والورشات، ويحملونه بكيس ويقومون بتخزينه لدرء البرد عن عائلتهم في قادمات الأيام.
يقول الطفل “فرحان برو” 12 عاما، إنه يكره رائحة الدخان المتصاعد من المدفأة وتنتابه نوبة سعال حادة عندما يوقد أبوه المدفأة بمخلفات البلاستك وتوالف الأحذية، ورغم كرهه لذلك إلا أنه يكره البرد أكثر.
عوائل كثيرة حرمت من امتيازات المساعدات التي تقدمها هيئات الأمم المتحدة وأثمنها قسائم المازوت والتي تقدر بـ170 ليترا للعائلة في الشهر.
“سعود نايف برو” أبوعبد الله، استودع “زمان الوصل” أمانة إيصال حالتهم لعل جهة تنظر في حالتهم المأسوية هذه.
المصدر: زمان الوصل